منير فخري عبد النور

الحكومة تكرس للطائفية فلا يوجد قبطى عميد كلية
------------------------------------------
حوار رانيا بدوي 28/11/2008
-----------------------------------------

أن ينتقد منير فخرى عبدالنور سكرتير عام حزب الوفد سياسات وأفكار الحزب الوطنى الحاكم، أمر ربما يكون طبيعيا خاصة أنه حزب معارض.. أما أن ينتقد أخطاءه كشخص سياسى وأفكاره كحزب، فهو أمر يحتاج إلى شجاعة هائلة وجرأة نادرا ما تصيب السياسيين فى مصر.. منير فخرى عبدالنور اقتنع بضرورة أن يعلن عن أخطائه كحزب قبل الإعلان عن أخطاء الحزب المنافس، وعن مناطق ضعفه قبل أن يشير إلى مناطق ضعف الآخرين.. ورغم أنه طلب قاسٍ على النفس البشرية عامة وعلى السياسيين، خاصة فإن تحضر منير فخرى عبدالنور جعل من المهمة والحوار أمرا سهلا وقابلا للتنفيذ، اقرأ بماذا اعترف منير فخرى عبدالنور.

أستاذ منير لن أسألك عما قاله جمال مبارك عن فشل وتخلف الأحزاب المعارضة فى مؤتمر الحزب الوطنى الأخير ولكن دعنى أسألك لو كانت الفرصة قد واتتك لتحاسب الحزب الوطنى ما السؤال الذى كنت تود أن تسأله؟
كنت أود أن أسأل الحكومة والحزب الوطنى أين كانا طوال الفترة الماضية؟ وسأحاسبهما عن المليارات التى أهدرت فى مشروعات ثبت فشلها باعتراف الحكومة نفسها.

مثل ماذا؟
مشروع توشكى.

وهل تم الإعلان عن فشل توشكى فى جلسات المؤتمر؟
لا ولكن رئيس الوزراء دكتور نظيف فى إحدى المرات قال إن توشكى مشروع فاشل.. ثم إنه ليس هناك حاجة إلى أن يعلن أحد أن مشروع أبوطرطور فشل، ولسنا فى حاجة أيضا أن يؤكد لنا أحد أن ترعة السلام وإن كانت نظريا مشروعا عظيما فإنه لم يستكمل، رغم أن الأمن القومى يوجب استكماله، لاستصلاح سيناء هذا الجزء من الأرض الغالى علينا جميعا. فأنا لم أسمع أى شىء طوال الجلسات عن محاسبة الذات أو الإعلان عن أى تقصير أو أى محاسبات، ولم أسمع عما كتبه الدكتور عبدالمنعم سعيد فى مقاله بجريدة «الأهرام» بعنوان «لماذا أنا عضو فى الحزب الوطنى»، وأكد فيه أنه حزب يتمتع أعضاؤه بالحرية، ومع ذلك لم أسمع عضوا يحاسب أو ينتقد لا الحزب ولا الحكومة.

هذا يعنى أن الحزب الوطنى ليس لديه مراجعة للأفكار؟
إطلاقا.. وليس هذا فقط، إنما هناك إصرار على صحة السياسات المتبعة والإصرار على الاستمرار فيها رغم ما نتج عنها من اتساع لقاعدة الفقر فى مصر طبقا للبيانات الدولية، وانقسام المجتمع وازدواجه وتحوله إلى مجتمع يعيش فى العشوائيات، وآخر فى مدن تحيط بها الأسوار العالية.

هل تشكك فى الأرقام والبيانات التى أعلنت فى المؤتمر؟
هناك بيانات صادقة وأخرى غير صادقة، فمثلا أنا لا أشكك فى المليارات التى أنفقها محمد منصور وزير النقل على إصلاح شبكة الطرق والمواصلات، ولكن «أين كنت طوال 27 عاما لتبدأ فى الإصلاح الآن»، وطبعا أقصد الحزب نفسه وليس الوزير، الآن فقط اكتشف الحزب مشكلة المواصلات وأزمة الغذاء، وتردى حال الأرض الزراعية، الآن فقط انتبه إلى العشوائيات، صح النوم يا حزب، وعلى الجانب الآخر هناك أرقام أخرى لا أثق فيها على الإطلاق مثل الإعلان عن تشغيل ما يقرب من 2 مليون شاب.. هذا كلام به استخفاف لأن البطالة بالكامل فى مصر تتجاوز هذا الرقم بقليل، فهل يعنى هذا أنهم قضوا على البطالة فى مصر!

يقولون إن البطالة بالكامل 5 ملايين؟
عمر ما كانت البطالة 5 ملايين، القوى العاملة المصرية اليوم 25 مليون شخص، نسبة البطالة فيها لا تقل عن10% أى 2 مليون ونصف عاطل، هم الموجودون الآن.. وتحت أحسن الظروف نتيجة الاستثمار استطاعوا أن يستوعبوا الداخلين الجدد إلى سوق العمل ولكن البطالة مازالت نسبتها كما هى.

ما دليلك؟
انفعل قائلا: ما هو دليلهم هم.. أنا دليلى هو أننى كلما سرت فى الشارع أجد شخصا يطلب منى أن أجد له وظيفة.

ما هى أكثر النقاط التى أثارتك فى المؤتمر؟
الحديث عن العدالة الاجتماعية.. فرؤيتهم لها خاطئة.. العدالة تعنى تحقيق تكافؤ الفرص، والهدف الأسمى هو المساواة فى الفرص، وفى المجتمع المصرى يوجد فارق واسع بين القادر وغير القادر فأنا وسائقى كل منا يؤخذ منه 20% ضرائب، وهى شكلا تبدو وكأنها عدالة ولكن هذا غير حقيقى.

كنت رئيس هيئة برلمانية فى مجلس الشعب وشاركت بفاعلية فى إصدار قانون الضرائب الحالى وكنت مؤيدا لكل ما جاء فيه، فلماذا الآن تنتقده بشراسة؟
وقتها كنت مقتنعا، والرجوع إلى الحق فضيلة.

وكيف تلوم عليهم فقد كانوا مقتنعين هم أيضا؟
لأنهم يجب أن يعودوا إلى الصواب ثم إن هذا القانون صدر فى عام 2002 ونحن الآن فى 2008 أليس من الحكمة أن نراجع أنفسنا!.. وأنا أعترف أننا لم نكن على حق ونحن فى حاجة حقيقية إلى ضريبة تصاعدية وإلى إعادة النظر فى توزيع الدخل، والهدف هو العدالة الاجتماعية.

لكنهم يدرجون توحيد الضريبة تحت مسمى العدالة الاجتماعية؟
أولا هم لجأوا إلى تخفيض الضريبة ليس للعدالة الاجتماعية بقدر ما هو تنفيذا لما جاء فى توافق واشنطن، أى أنها إحدى خطط الجمهوريين فى الولايات المتحدة الأمريكية ولذلك لو كنتِ تابعتِ المناظرات الاقتصادية بين ماكين وأوباما أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية ستجدين أن إحدى نقاط الخلاف الأساسية كانت حول النظام الضريبى وإعادة توزيع الدخول لدرجة أن ماكين اتهم أوباما بأنه اشتراكى وكأنها سبة.. وقد خلطت الحكومة فى تنفيذها اتفاق واشنطن بين تخفيض الضريبة حيث كانت فى البداية 42% وانخفضت إلى 20% للتخفيف ولمنع التهرب، وبين الضريبة التصاعدية.. فالعدالة تتطلب أن تكون الضريبة تصاعدية مع تخفيضها.

لا شىء إيجابى استوقفك فى مؤتمر الحزب الوطنى؟
لا شك أن هذا المؤتمر بُذل فيه مجهود كبير فى إعداد أوراقه، وصدر عنه كما فى المؤتمرات السابقة أوراق ممتازة، ولكن هذا يعطينى انطباعا أن الحزب الوطنى أصبح مركز أبحاث أو دراسات.

ماذا يعنى هذا؟
إنها فى النهاية مجرد أوراق لا تنفذ.. وليس دور الحزب على الإطلاق أن يكون مركز أبحاث.. فمثلا قدموا رؤية خاصة بالزراعة أكدوا فيها ضرورة تجميع الحيازات لزيادة الإنتاجية الزراعية، واستدامة الميكنة الحديثة... إلى آخره، كل هذا كلام سليم لكنه معروف منذ سنوات ولا جديد فيه والسؤال لماذا لم تنفذ هذه الأوراق من قبل، خاصة أنه ليس بها جديد عن السنوات الماضية، ولماذا يتعامل الحزب الوطنى فى كل عام فى مؤتمره وكأنه أتى إلى الحكم بالأمس ويتناسى أنه يحكم منذ أكثر من 27 عاما؟.

ولماذا لا نرى نتائج؟
لأن السياسة خطأ والتنفيذ خطأ والرقابة غائبة.. وبصراحة أنا أؤمن بالرقابة الشعبية.

كيف؟
عن طريق مجلس الشعب.

كيف والأغلبية منهم؟
إذن نعود للمعضلة الأساسية وهى الإصلاح السياسى بتفعيل الرقابة الشعبية المتمثلة فى مجلسى الشعب والشورى وإلى حد ما المجالس الشعبية، رغم أن الدستور يعتبرها جزءا من السلطة التنفيذية ولكن يجب أن تلعب هذه المجالس دورا رقابيا كما يجب أن يكون البرلمان لديه صلاحية سحب الثقة من وزير أو حكومة وهذا هو الرادع القانونى والدستورى.

إذن فلنأت إلى الإصلاح السياسى وهو الشعار الذى رفعه الحزب الوطنى بفكره الجديد.. إلى أى مدى ترى وجود نية للإصلاح السياسى وهل بدأ فعلا أم لا؟
شعار الإصلاح السياسى الذى يرفعه الحزب الوطنى أجوف وليس وراءه أى شىء، فكيف يتحدثون عن إصلاح سياسى وفوز الحزب بالأغلبية جاء بالتزوير وليس بالمساندة الشعبية، بلا عملية انتخابية حقيقية ولا حتى فرز، فمثلا عندما يكون عدد المرشحين فى انتخابات المحليات حوالى 250 ألفا يتبارون على 50 ألف مقعد فى المحليات، وتعلن النتيجة بعد 24 ساعة، فمؤكد لم يكن هناك فرز وبالتالى هى لم تعبر عن رأى الناخبين إن كان هناك ناخبون، إنما عبرت عن رأى منظم هذه الانتخابات والمشرف عليها.. ولو كان الحزب الوطنى حزبا شعبيا لاستطاع أن ينفذ كل الأفكار التى يخرج بها مؤتمر الحزب من دراسات وأفكار عن عمل وتأييد ومشاركة.

وهل أنت قادر على عمل إصلاح سياسى داخل حزبك وهل أنت راضٍ عن حال الوفد؟
واقع الحال أننا انهمكنا فى مشكلة داخلية، حركتها أياد خارجية.. وأعترف أننا ضيعنا عامين من عمر هذا الحزب فيما هو غير مجدٍ.. ولكن الإصلاح مستمر ولن يتوقف.

أنت تنتقد أفكار الحزب الوطنى فأين أفكارك أنت؟
موجودة.

ولماذا لم تتقدم بها؟
أتقدم بها لمن!، أنا أنافس الحزب الوطنى، أنا أتنافس معه على الوصول للحكم، أنا أقدم الرؤى الخاصة بالحزب للرأى العام وليس للحزب الوطنى.. وما قاله جمال مبارك من أن أحزاب المعارضة ليس لديها رؤى فيه تجنٍ شديد علينا.

قدمها إذن للحكومة؟
أنا لست موظفا فى الحكومة.

الحكومة هى التى تنفذ الأفكار وليس الرأى العام؟
أنا لست سكرتير الحكومة، أنا أقدم اقتراحاتى فى مجلس الشعب وأكتبها وأعلنها فى وسائل الإعلام.

هل لديك برنامج شامل ورؤى فى كل المجالات؟
نعم.. وإن كانت أوراقى التى أقدمها ليست على نفس مستوى الأوراق التى يقدمها الحزب الوطنى لأننا ليس لدينا قاعدة المعلومات والبيانات المتاحة والمتوافرة له، ولدينا مشكلة كبيرة فى الحصول على هذه المعلومات ولكن على الأقل الموضوعات التى نتطرق إليها ندرسها دراسة مستفيضة ونتقدم بها فى مجلس الشعب.. مثل آخر ورقة قدمناها عن كيفية الخروج من الأزمة المالية التى ستصيبنا جراء الأزمة العالمية، والتى سوف نتأثر بها شئنا أم أبينا، بعكس ما أعلنه بعض القيادات التى تدفن رأسها فى الرمال.

وإذا كانت أفكار ورؤى الوفد تنال كل هذا الإعجاب لماذا لا يشعر بها المواطن؟
إعلام الدولة مثل التليفزيون المصرى الذى غطى مؤتمر الحزب الوطنى وجلساته بطريقة مفصلة على مدى أيام انعقاده.. وهو نفسه الذى يغطى مؤتمر الوفد لمدة خمس دقائق بكاميرا واحدة من باب المجاملة لعلاقة الصداقة بينى وبين أنس الفقى وكأن التليفزيون المصرى تليفزيون الحزب الوطنى وليس تليفزيون الدولة، وتقولين لى الأحزاب ضعيفة، طبعا ضعيفة ولازم تفضل ضعيفة.أضف إلى ذلك أن حوالى 90% من الأخبار التى تنشر عن الحزب غير صحيحة ويقصد بها التشويه، خاصة ما تنشره جريدة روزاليوسف التى تنطق باسم لجنة السياسات والحزب الوطنى وتهدف إلى التشنيع على باقى الأحزاب. وإن كانت سمة الصحافة الآن بشكل عام هى البحث عن الإثارة.

بما فيها جريدة الوفد؟
نعم وكثيرا ما أتدخل لأنتقد بعض العناوين التى تهول من الأمور وتميل إلى الإثارة.

وهل أنت راضٍ عن باب العصفورة؟
لا، لأن فيه مبالغات وأخطاء وهجوما غير مبرر على بعض الأفراد وأنا ضد تجهيل الخبر وإن كنت أعتقد أننا تجاوزنا هذا الأمر.. ولكن عموما جار الآن إصلاح الجريدة وسيفاجأ الجميع بالتطورات.

كم وصلت مبيعات جريدة الوفد الآن؟
لا أتذكر بالضبط.

حوالى.. بالتقريب؟
منذ حوالى 6 أشهر أعتقد أنها كانت 40 ألف نسخة.

وما هو عدد أعضاء الحزب؟
لا أعرف.

إذا كنت أنت سكرتير عام الحزب ولا تعرف من يعرف إذن؟
أخشى الحسد.

إذن العدد ضخم؟
ربما.

أستاذ منير إذا طالبت الحزب الوطنى بالشفافية فى المعلومات عليك أن تكون أنت أولا نموذجا للشفافية، وللمرة الخامسة أسألك: كم عدد أعضاء الحزب؟
المنتمون للوفد بالملايين.. فالذين هواهم وفدى، لا أستطيع حصرهم، ولكن المقيدين فى جداول الحزب حوالى 130 ألف عضو.

هل تعتقد أن محمود أباظة رئيس حزب الوفد يضع الحزب فى حرج خاصة أن شقيقه وزير فى الحزب الوطنى؟
لا إطلاقا فهذه العائلة منذ عام 1924، أى منذ أول انتخابات برلمانية اعتادت الاختلاف فى التوجه السياسى حتى بين الأشقاء، فأحمد أباظة والد محمود كان نائب رئيس حزب الوفد، وماهر أباظة كان وزير كهرباء وعضوا بارزا فى الحزب الوطنى، فهى مسألة عادية لديهم فى العائلة ولديهم قدرة كبيرة على استيعابها.

إذن ولماذا هو الوحيد الذى رفض الخروج مقاطعا جلسة مجلس الشعب الخاصة بمناقشة التعديل الدستورى ولماذا انقسم عليه أعضاء الهيئة البرلمانية الوفدية، ألم يقدم على ذلك حتى لا يحرج شقيقه؟
لا على الإطلاق.. فقد ترك أعضاء حزب الوفد الجلسة وتحالفوا مع الإخوان على مقاطعة الجلسات، وهذا ما رفضه محمود أباظة وقال لهم لن أخرج، وسأناقش المقترح مادة مادة وارجعوا للمضابط لتعرفوا الحقيقة.. وجلس أباظة وحيدا من دون كل المعارضة مصرا على أن الانسحاب ضعف وجبن، وقدم مقترحات وتعديلات على 34 مادة وقد وزعنا كل المقترحات التى تقدمنا بها على الصحف ونشرناها.. وما يقال من أنه خلاف بين الهيئة البرلمانية أو إنه تحالف مع الحكومة أو حرج من شقيق محمود، هذا كله كلام فارغ وعيب.

وماذا كانت نتيجة عدم المقاطعة هل أُخذ بمقترحات محمود أباظة؟
لم يقبل منها شىء ووضعت فى الزبالة.. هل تعتقدين أنه أصلا يوجد شىء عدل فى الدستور!.. ياسيدتى العزيزة البرلمان المصرى بعد مناقشات دامت 5 أيام على مدى 20 أو 30 ساعة كل ما استطاع أن يضيفه على مشروع مقترح التعديل المقدم من رئيس الجمهورية هو فاصلة.. عيب.. عيب.. نعم.. مجرد فاصلة ولا أقولها كناية عن قلة التعديل وإنما أقصدها فهم فقط وضعوا فاصلة لتوضيح جملة جاءت بعد أخرى.

هل أنت مع القول بأن مجلسى الشعب والشورى أصبحا مؤسستين تابعتين للنظام وليس مؤسستين تعبران عن الشعب؟
نعم، أؤيد ذلك 100% والسبب أن هيكل النظام هيكل أحادى.. رئيس الدولة هو رئيس الحزب المسيطر على مجلس الشعب أى «السلطة التشريعية»، وهو رئيس المجلس الأعلى للقضاء، بل على رأس السلطة التنفيذية أى أنه مسيطر على كل السلطات فى البلد.

سيطرته على السلطة التشريعية جاءت بالانتخابات وفوز حزبه بالأغلبية؟
تقصدين بالتزوير والاستناد إلى القوى الأمنية للحصول على الأغلبية.. أما أنا كحزب الوفد فليس لدى بوليس وأمن يساعدنى فى الفوز بالأغلبية.

الإخوان المسلمون ليس لديهم بوليس وفازوا بنسبة كبيرة؟
الإخوان لديهم منبر مؤثر وقوى يستخدمونه 5 مرات فى اليوم فى كل نجع وفى كل شارع وقرية، وأقصد الجامع.

لكنهم يشتكون أن الأمن يمنعهم من العمل السياسى فى الجوامع؟
تعالى أسمعك الجامع القريب من بيتى فى الزمالك والجامع القريب من مزرعتى لتسمعى فيم وكيف يتحدثون، طبعا خطبهم فيها السياسة المتدينة والدين السياسى.. ويصفون فى خطبهم ويلصقون كل الصفات التى تكتسب الشعبية لمريديهم. فالأمن غير مسيطر على كل الجوامع ولا وزارة الأوقاف مسيطرة.

هم أكثر تنظيما من كل أحزاب المعارضة فى مصر؟
نعم، بكل تأكيد.

أكثر شعبية من الأحزاب؟
نعم.. ولكن التواجد القوى فى الشارع بسبب التصاقهم به، وهذا الالتصاق ناتج عن الشعارات الدينية فأنا حزب ليبرالى وهم جماعة أيديولوجية.

رفعت السعيد قال لى إن حزب التجمع هو أقوى حزب معارض فى مصر رغم ضعف الجميع؟
رفعت صديقى ولكن الحقيقة أن حزب الوفد أقوى بكثير من حزب التجمع.

إذن فلتحصل أنت على لقب أقوى الضعفاء؟
نعم.

وكيف لك أن تقبل بهذا؟
لأنها الحقيقة.

وما سبب الضعف؟
الحصار والقيود والمنع من نزول الشارع، اطلبى من الأمن تصريحا لعمل مؤتمر فى الشارع بخلاف الحزب الوطنى وشاهدى ما إذا كانوا سيوافقون أم لا؟!. ما نحن فيه الآن إنجاز إذا ما قورن بحجم الضغوط والقيود.

ولماذا لا تدير مؤتمراتك بعيدا عن أعين الأمن كما يفعل الإخوان حتى تصل إلى الشارع؟
لماذا.. «أنا لست جماعة غير شرعية لأختبئ» أنا أقول رأيى فى وجه أى شخص أيا كان «أجعص جعيص» فأنا لا أستطيع العمل فى الخفاء.

والحل؟
سأستمر فى توسيع مساحة الحرية من خلال الصحافة.. وجريدة الوفد لعبت دورا كبيرا فى توسيع مساحة الحرية فى الإعلام.. حيث كانت هى الجريدة اليومية الوحيدة المعارضة فى مصر منذ عام 84.

هل لديك جرأة الاعتراف بأن مشكلات الحزب وأحداث البلطجة بين أنصار أباظة ونعمان جمعة أفقدت الحزب مصداقيته؟
لا شك أنها أثرت ولكنها على أى حال صفحة وطويت بلا رجعة وإن كان أباظة وأنصاره بعيدين كل البعد عن أعمال البلطجة، بل استخدمنا الرجوع إلى قواعد الحزب المتمثلة فى الجمعية العمومية للحزب، ولا أريد تذكير الرأى العام بهذه الأيام السوداء.

هل ما يصيب الوفد الآن كان بسبب لعنة تقدم نعمان جمعة للترشح لرئاسة الجمهورية؟
أعتقد أن تصرفات نعمان جمعة هى السبب، فنحن قاتلنا ليحقق رقما جيدا.. فهو أخطأ أخطاء فظيعة منها ما حدث فى بورسعيد والسب والشتائم التى تم تصويرها، وكانت تذاع كل أربع دقائق على قناة الجزيرة، فهو لم يكن مؤهلا ولا مستعدا للظهور بالمظهر اللائق بحزب الوفد وشعبيته آنذاك.

المشكلة أيامها كانت فى شعبية نعمان أم فى شعبية حزب الوفد نفسه؟
لا، شعبية حزب الوفد كانت فى أوج مجدها.

سؤال أخير أستاذ منير: من أتى بك إلى الوفد؟
نعمان جمعة فقد توسم فىّ النشاط السياسى والحضور وقد أثبت ذلك فى كل أنشطتى الحزبية وكنت رئيس هيئة برلمانية فعّالة ولى مشاركات جادة.

ولماذا انقلبت عليه؟
لأنه خرج عن الطريق الصحيح للحزب وأنا لم أنقلب عليه إنما طبقت لائحة الحزب وعدت إلى القواعد الحزبية أولا.

ومتى تنقلب على محمود أباظة؟
لا أعتقد أن هذا سيحدث لأننا على وئام ولدينا مناطق كثيرة نتفق حولها.

وماذا لو تم الخلاف فى وجهات النظر؟
سنتناقش للوصول إلى حل.. لكن فى حالة نعمان جمعة لم يكن يقبل بالنقاش.

◄الفتنة الطائفية
هل توجد فتنة طائفية فى مصر؟
ممكن. ولكن المؤكد أن هناك أناسا من الطرفين يشعرون بغضب شديد.

لماذا ؟
نتيجة بعض الممارسات الخاطئة فى الشارع، كأن يرفض مسلم أن يشترى من بائع مسيحى لأنه ليس على دينه أو يرفض أن يشغله لديه فى المصنع أو المحل والعكس من الناحية الأخرى، وطبعا ازداد الأمر توترا بوجود قنوات فضائية تُكفر المسيحيين وتحرِّض ضدهم.

قاطعته ولكن لنكن حياديين، هناك أيضا فضائيات مسيحية تتطاول على المسلمين؟
نعم.. لا أنكر ذلك فهى نشأت كرد فعل، والأمر غير مقبول من الطرفين. وأعتقد أنها ثقافة مستجدة على المجتمع المصرى، جزء كبير منها مستورد من الخارج عن طريق ما يقرب من 2 مليون مصرى يعملون فى الخارج خاصة الخليج.. وما تبعها من ظاهرة لم تكن موجودة من قبل مثل بيع الكاسيت المحرضة والتى تذاع فى التاكسيات والمواصلات العامة، ولا أستبعد على الإطلاق وجود رموز دينية متطرفة من الطرفين أسهمت فى تفاقم الإحساس بالطائفية. ولكن أعتقد أن النظام فى مصر يكرس للطائفية فلا يوجد قبطى واحد فى الأجهزة الرقابية الأمنية.. وهل يعقل ألا يوجد ولا قبطى عميد كلية؟! ولا قبطى رئيس جامعة؟ ولا قبطى فى جهاز أمن الدولة.. لماذا هل الأقباط ليسوا أهل ثقة؟!.

ما رأيك فى الحلول المطروحة من قبل الحكومة والحزب الوطنى؟
أجاب باستنكار وهل توجد أصلا حلول مطروحة!

والحل من وجهة نظرك؟
يجب إصلاح مناهج التعليم.. وأن يقوم إعلام الدولة بدوره الحقيقى بأن يتحمل مسئولية التوعية وطبعا تليفزيون الدولة غائب عن هذا الأمر تماما.

وهل مشكلات الأقباط فى مصر تستحق ما يفعله أقباط المهجر من استقواء بالخارج، خاصة أمريكا؟
ليس أقرب للمسيحى المصرى إلا المسلم المصرى والعكس، والمتغطى بأمريكا عريان
---------------
نشر في اليوم السابع، بتاريخ 28/11/2008
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=53033

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون