حسنين كروم 21-1-09

هل يتحرك الحزب والحكومة فى سيناء ضد مبارك؟
---------------------------------------
بقلم حسنين كروم-المصري اليوم ٢١/ ١/ ٢٠٠٩
---------------------------------------
للمرة الثانية وجدت نفسى أقول بعد قراءة كلمة الرئيس التى وجهها للأمة يوم السبت الماضى - كان الله فى عونه - وأعانه على مواجهة حكومته وجناح من داخل حزبه يتصرفان ضد ما يعلنه ويحرجانه أمام إسرائيل وأمريكا، عندما يؤكدان أن مصر فقدت سيادتها على سيناء لحساب دولة أخرى تهرب السلاح إلى حماس. ويضعان فى يد الدولتين حجة قوية لمطالبتهما بوضع قوات دولية على حدودها مع غزة.

الرئيس قال بالنص وفى لهجة حاسمة: «إن مصر فى سعيها لوقف العدوان. تعمل على تأمين حدودها مع إسرائيل وقطاع غزة. ولن تقبل أبداً أى تواجد أجنبى لمراقبين على أرضها.. وأقول إن ذلك خط أحمر لم -ولن- أسمح بتجاوزه».

وكلنا يعلم أن هذا المطلب الأمريكى - الإسرائيلى، جاء على خلفية اتهام مصر بأنها التى تقوم بتهريب الأسلحة إلى حركة حماس عبر الأنفاق الموصلة بين رفح المصرية والفلسطينية وبطول الحدود مع قطاع غزة وقدمت إسرائيل لمصر وأمريكا ما قالت إنه أدلة مصورة وهو ما نفاه الرئيس، لكن ظهرت شهادتان مصريتان تؤكدان لا صحة اتهامات إسرائيل فقط وإنما فقدان مصر سيطرتها على سيناء.

وبالتالى فإن المطالبة بوضع قوات دولية لها ما يبررها ، الأول أدلى به زميلنا وصديقنا الدكتور عبدالمنعم سعيد، رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بمؤسسة الأهرام وعضو مجلس الشورى المعين وعضو المجلس الأعلى للسياسات التابع لأمانة السياسات بالحزب الوطنى الحاكم ورئيس جمعية القاهرة للسلام التى تدعو للتطبيع مع إسرائيل فى حديث له نشرته صحيفة اليوم السابع يوم الثلاثاء الموافق ٦ من الشهر الحالى وأجراه معه زميلنا دندراوى الهوارى قال فيه بالنص: «هناك جهة ما غير مصر مسيطرة على عمليات تفاعلات تجرى تحت الأرض رغم إرادتها»

أى أننا أمام اتهام واضح لمصر بفقدان سيطرتها على سيناء. وأما الشهادة الثانية فأدلى بها محافظ القليوبية عدلى حسين فى ندوة بجمعية ليونز مصر الجديدة ونشرها فى «المصرى اليوم» يوم الخميس الماضى زميلنا أيمن حمزة قال فيها بالنص: «غزة لم تمت فترة حصارها لأن هناك ألفاً ومائتى نفق بين مصر وغزة شيدت بأموال إيرانية خالصة وأن تكلفة النفق الواحد مائة ألف دولار، هذه الأنفاق تتسرب من خلالها المؤن والطعام والشراب والسلاح الخفيف ولذلك لم تمت غزة لأنها كانت تأكل من قلب مصر».

أى أن ما لم يحدده عبدالمنعم، فصله عدلى بالأسماء وأعداد الأنفاق وتكلفتها بينما معلومات عبدالمنعم تؤكد أن ذلك يحدث رغماً عنا، ومادام هذا حالنا فهل أخطأت إسرائيل وأمريكا عندما تتفقان معا ودون أخذ رأينا على وجود قوات دولية فى أراضينا لمنع تهريب السلاح إلى حماس؟!

أما أخطر ما قامت به حكومة الرئيس فهو التوقيع على أول اتفاق فى إطار سياسة لطلب حماية الدول الأجنبية لسيناء، خوفاً من إسرائيل وكلنا يتذكر المقال الشهير الذى كتبه زميلنا ممتاز القط رئيس تحرير أخبار اليوم يوم السبت ٩ من فبراير الماضى وقال فيه بالنص: «ما هو الضرر الذى يقع على مصر لو تمت الموافقة على إنشاء منطقة صناعية أمريكية وأخرى بريطانية وثالثة سعودية ورابعة تركية وخامسة إسبانية وسادسة إماراتية.

حيث تمثل هذه الاستثمارات نوعاً من المصالح الخاصة لتلك الدول والتوسع فى نشر الاستثمارات العربية والأجنبية فيها سيكون خط الدفاع الأول عنها».. وكنت قد أشرت بالتفصيل لهذا المقال فى المصرى بتاريخ ٢٠ فبراير الماضى لأنه يتناقض مع قرارات سيادية وأمنية، بمنع أى استثمارات غير مصرية فى شمال سيناء منعاً لتسرب الإسرائيليين إليها و هو ما أشار إليه الرئيس ولأن ممتاز على صلة وثيقة بجناح داخل الحزب الحاكم والحكومة،

فما كتبه لم يكن من أفكاره بل جزء من مخطط يجرى الإعداد له وبدأ تنفيذه بالفعل فى الإعلان عن اتفاق مفاجئ بين وزارة الاستثمار وتمثلها الشركة القابضة للصناعات الكيماوية مع شركة الصودا الصناعية التركية لإنشاء شركة جديدة فى شمال سيناء فى المنطقة الصناعية فى بئر العبد لإنتاج هذه المادة وهذا ما نشرته صحف السبت وتبلغ مساهمة الجانب التركى ٣٠٪ وهى مقدمة للمشاركة فى صناعات أخرى أى أن المناطق الصناعية الأجنبية لحماية سيناء، لأننا عاجزون عن حمايتها بدأت فعلاً.. وإذا لم يتم وقف هذا المخطط فى بداياته فسوف تتكاثر هذه المناطق ثم تشترى المؤسسات اليهودية حصص الشركاء الأجانب فيها.

والأمر المثير أن الحكومة مهدت للعملية ببيع شركة الإسكندرية للصودا لشركة سولفاى البلجيكية وأعلنت أنها ستنشئ شركة غيرها فى سيناء مملوكة بالكامل للدولة وباختصار إن المخطط الذى يريده اللوبى الإسرائيلى داخل الحزب الحاكم والنظام قد بدأت معالمه تتكشف علناً ولهذا لا غرابة عندما نجد بعض عناصر هذه الرأسمالية تعمل على عزل مصر عن أمتها العربية بعكس رأسمالية وطنية حقيقية ومؤمنة بعروبتها.

قدمت «المصرى اليوم» واحداً من عناصرها هو صديقنا ورجل الأعمال ووزير الإعلام فى عهد السادات وأحد الذين أيدوا كامب ديفيد وهو منصور حسن فى حديث نشرته له يوم السبت قبل الماضى وأجرته معه زميلتنا رانيا بدوى ومما قاله فيه عن المذبحة الإسرائيلية ضد أشقائنا الفلسطينيين وسياسة مصر نحوها:

«إسرائيل كانت تريد من حماس التوقف عن ضرب الصواريخ فى حين تحاصر هى هذا الشعب، لذا كان لابد أن يصل الوضع إلى الانفجار، خصوصاً أن الدول العربية للأسف شاركت بدورها فى الحصار فلا توجد دولة عربية فكرت أن تكسره».

---
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=195657

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون