نايف حواتمة

أمين عام جبهة تحرير فلسطين لـ « المصرى اليوم»:
المؤشرات تؤكد « فشل « عقد أى حوار فلسطينى خلال الأشهر المقبلة..
وقمتا الدوحة والكويت خرجتا بـ«كلام إنشائى»
----------------------------------------
حوار رانيـا بدوى ٤/ ٢/ ٢٠٠٩
----------------------------------------

«كل المؤشرات تؤكد فشل عقد حوار وطنى فلسطينى ليس يوم ٢٢ فبراير المقبل فحسب، وإنما لشهور مقبلة» .. بهذه الجملة التشاؤمية بدأ نايف حواتمة، أمين عام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، حواره لـ«المصرى اليوم»، مؤكداً أن الحوار يحتاج إلى «حل عقدتين»، الأولى - حسب قوله - هى موقف حماس، والثانية هى المحاور الإقليمية العربية والشرق أوسطية الداعمة لحماس.

حواتمة تحدث فى حواره عن القوى الداعمة لحماس، وما يمكن أن يحدث فى حال استمرارها على موقفها، كما تطرق إلى الموقفين المصرى والعربى من القضية الفلسطينية، وما حققته القمم العربية للفلسطينيين، إضافة إلى توقعاته لما يمكن أن تقوم به الإدارة الأمريكية الجديدة لخدمة القضية. وإلى نص الحوار

■ ما ملامح حوار الفصائل الفلسطينية فى القاهرة .. وهل سيضيف جديداً..؟

- بداية يجب العلم بأن الحوار الوطنى الفلسطينى الشامل يشكل مرحلة مهمة فى معالجات قضايا الانقسام الفلسطينى الفلسطينى، وقضايا ما بعد حرب العدوان الوحشى على قطاع غزة، وكل القضايا التى جدت بعد ١٠ فبراير، وهو الموعد الذى كان قد تم الاتفاق عليه من قبل لبدء الحوار الشامل، إلى أن أعلنت حماس يوم ٨ نوفمبر الماضى أنها تقاطع الحوار، وطرحت شروطاً جديدة على الورقة المصرية وفتح، مما أدى إلى تعطيل الحوار.

وبالعودة إلى الجديد سنجده يكمن فى الحرب وما تبعها، فهناك بحر من الدماء والدموع فى قطاع غزة يستدعى من كل الفصائل أن تستجيب لنداء العقل والروح، وهى العملية الواقعية من أجل إنهاء الانقسام، الذى تستثمره إسرائيل وجيش الاحتلال، بينما يبقى الخاسر الأكبر هو الشعب الفلسطينى أولا والشعوب العربية ثانياً، لذا ما بعد الحرب يستوجب حواراً فلسطينياً شاملاً، وترحيل جميع الخلافات إلى مائدة الحوار، وأن ترعى هذا الحوار بالجامعة العربية ٦ دول هى مصر والأردن وسوريا والسعودية واليمن ولبنان إلى أن نحل كل قضايا الخلاف.

■ وهل قبلت جميع الفصائل بمرجعية الحوار..؟

- نعم، فلا خلاف على ذلك فجميع الفصائل بما فيها حماس اتفقت على أن تكون المرجعية هى إعلان القاهرة الذى وافقنا عليه جميعا بلا استثناء فى مارس ٢٠٠٥، وبرنامج وثيقة الوفاق الوطنى التى وقعنا عليها جميعاً فى الحوار الشامل الذى تم فى غزة فى ٢٦ يونيو ٢٠٠٦، إضافة إلى ورقة الدعوة المصرية للحوار الوطنى الفلسطينى الشامل، والتى حملت عنوان اتفاقية القاهرة المشروع الوطنى الفلسطينى .

■ وهل تعتقد أن الحوار الشامل مع كل الفصائل ممكن الآن..؟

- بصراحة الحوار الشامل الوطنى يحتاج إلى حل عقدتين، الأولى تتمثل فى مواقف حماس التى لا تبدى استعداداً حتى هذه اللحظة إلى انطلاق الحوار الوطنى الفلسطينى الشامل، كما اقترحت القيادة السياسية المصرية فى ٢٢ فبراير، وتضع شروطاً قبل بدء الحوار.

■ وماذا عن العقدة الثانية..؟

- العقدة الثانية هى الكبرى، والتى تزيد تعميق الانقسام الفلسطينى، وهى عقدة المحاور الإقليمية العربية والشرق ـ أوسطية المتصارعة، والتى تتمسك وتدعم سلوكيات حماس لمصالح خاصة تريد تحقيقها مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وعلى رأسها إيران، ومن الآن وحتى تتمكن إيران من تحقيق مصالحها وفتح ملف الحوار بينها وبين الإدارة الامريكية الجديدة ، هى تحاول تعطيل الحوار الوطنى الفلسطينى الشامل، وكل هذا يجرى على حساب الدم الفلسطينى كما جرى أيضا من قبل على حساب الدم اللبنانى.

■ هل تعتقد شخصياً بأن حماس بعد حرب غزة وبعد كل هذا الدمار على استعداد لقبول بعض الأمور والتنازل عن بعض الشروط .. أم أنك غير متفائل ..؟

- تفاءلت فى البداية بأقوال وفد حماس فى القاهرة حول قضايا الحوار الوطنى الشامل والاتفاق الأولى على بدء الحوار الشامل فى٢٢ فبراير المقبل، لكن جاء تصريح صلاح البردويل بعد أن انتقل من القاهرة إلى دمشق والتقى بقيادته السياسية هناك، مخيباً للآمال، بعد أن أعلن أن حماس لن تأتى للحوار فى ٢٢ فبراير إلا إذا أطلقت السلطة الفلسطينية معتقلى حماس، وكان هذا شرطاً من الشروط التى طرحتها حماس من قبل، وأدى إلى مقاطعة حماس للحوار فى نوفمبر الماضى .

■ تصريحات البردويل والتباين فى الرأى ما بين القاهرة ودمشق تجعلك متفائلاً من انعقاد الحوار فى فبراير المقبل .. أم يوجد شك فى ذلك .. ؟

- بصراحة لدى من المؤشرات الكثير الذى يجعلنى خاشياً من عقد الحوار الشامل خلال فبراير، فأنا أعتقد أنه لن يبدأ ولن يعقد ولا حتى فى الأشهر المقبلة، لأن الإخوة فى حماس لم ينزلوا عن الشجرة الأيديولوجية الخاصة بهم، والمشروع الأممى الإسلامى الذى يصرح به الزهار وآخرون من حماس لم ينفذ بعد

■ وما الحل فى رأيك .. ؟

- نقترح نحن فى الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ترحيل كل قضايا الخلاف إلى مائدة الحوار الوطنى الفلسطينى الشامل، مع عدم وضع أى شروط مسبقة من فصيل على آخر تسبق الحوار وتهدف إلى تعطيله، كما نرى ضرورة وقف الحملات الإعلامية المتبادلة بين حماس والسلطة الفلسطينية، وترحيل كل القضايا الخلافية وعدم وضع شروط مسبقة على الحوار وترحيلها إلى مائدة الحوار الشامل، وعلى هذه المائدة نحل ما نتمكن من حله من قضايا خلافية، وما يتبقى نحيله إلى لجان تتشكل فى إطار الحوار الشامل تحت راية جامعة الدول العربية برعاية ٦ دول عربية ذكرتها.

■ وماذا لو اتفقت جميع الفصائل على هذه الاقتراحات باستثناء حماس .. ؟

- الوضع فى هذه الحالة لا يؤدى إلى إنهاء الانقسام وسيبقى الانقسام قائماً .

■ هل يمكن تجاهل حماس فى الحوار وهى قوة مؤثرة .. وهل لدى الجبهة أى حل بديل إذا ما أصر قادة حماس على موقفهم .. ؟

- لا يمكن تجاهل حماس كفصيل فلسطينى، ولكن إذا أصروا على موقفهم عندئذ علينا جميعاً أن نعود إلى الشعب، وأنا أقترح إجراء استفتاء على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية جديدة لمؤسسات السلطة الفلسطينية ، وإذا وافق الشعب بالأغلبية فى هذا الاستفتاء نذهب إلى انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة لإعادة بناء مؤسسات السلطة على القواعد وحدوية ديمقراطية مفتوحة، بموجب التمثيل النسبى الكامل لكل الفصائل بلا استثناء هذا أولا، وثانيا نذهب إلى انتخاب مجلس وطنى جديد لمنظمة التحرير.

■ لكن خالد مشعل أعلن مؤخراً أن حماس لا تريد أن تكون مرجعيتها منظمة التحرير .. ؟

- لقد بنينا منظمة التحرير عام ١٩٦٤ ولم تكن هناك حماس، فحماس جاءت إلى النضال الفلسطينى عام ١٩٨٨، بعد أن فرغت حركة الإخوان المسلمين من معاركها فى أفغانستان وباكستان، حيث كانت تطمح فى تشكيل دولة أممية إسلامية فى تلك المنطقة من العالم، وعندما فشلت ووصلت إلى طريق مسدود التفتت إلى فلسطين بعد ٤٠ عاما من الغياب عنها من ١٩٤٨ إلى ١٩٨٨،

وقد بنينا لشعبنا شخصيته الوطنية المستقلة، واعترف العرب والأمم المتحدة بحقوق شعبنا فى تقرير مصيره، ودولة فلسطين المستقلة عاصمة القدس المحتلة، وحق العودة للاجئين بموجب القرار رقم ١٩٩٤ لعام ١٩٧٤ وحماس جاءت عام ٨٨ ولذا لا علاقة لها حتى هذه الدقيقة بمؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، ونحن نرفض بناء وتطوير منظمة التحرير بصفقات فوقية بعيدا عن انتخابات منظمات مؤسسة التحرير.

■ بماذا تفسر أن يأتى وفد من حماس إلى القاهرة ويعلن رغبته فى الحوار والنقاش وتطوير الآليات، ثم يذهب إلى دمشق لتغيير آرائه .. هل تعتقد أن القيادة فى دمشق مختلفة فى الرؤى والآراء والأيديولوجية عن حماس الموجودة فى فلسطين .. أم أن المسألة لها علاقة بضغوط خارجية .. ؟

- هناك عاملان، الأول هو التباينات الموجودة فى ٣ مراكز لحماس، فحماس الضفة أكثر مرونة، وحماس الموجودة فى غزة يوجد تباينات داخلها وهى الفريق المتشدد والمتطرف، وهو صاحب الكلمة الأخيرة فى قطاع غزة، وهناك المركز الثالث فى دمشق وله انتماءاته الخارجية، والعامل الثانى وهو البارز جدا هو المصالح الإقليمية فى الشرق الأوسط المتصارعة والمتباينة لأن هناك دولا لا تريد الحوار الوطنى الشامل وتقف ضده .

■ ماذا قدمت القمم العربية الأخيرة للقضية الفلسطينية .. ؟

- أعتقد أن جميعها لم تأت بشىء .. وقمتا الدوحة والكويت خرجتا بـ « كلام إنشائى»
---------------------
نشر في المصري اليوم بتاريخ 4/2/2009
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=197622

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون