عزيز صدقي

عزيز صدقي في الحوار الأخير قبل رحيله ١ ـ ٢:
عبدالناصر كان ديكتاتوراً «صالحاً».. ومات وهو لا يملك شيئاً
-------------------------------------
حوار رانيــا بــدوي ٤/ ٣/ ٢٠٠٨
------------------------------------

كان الرئيس عبدالناصر يعتقد ـ واعتقاده صحيح ـ أن الملكية هي التجسيد العملي للامتياز الطبقي. ولم يكن ضد الملكية كمبدأ، ولكنه كان ضد تجاوز الحدود فيها في مجتمع أغلبيته الساحقة من المعدمين. وكان رأيه أن الحاكم في مصر لا يجوز له أن يمتلك، لأنه بذلك يفقد قدرته علي التعبير عن مصالح الأغلبية ويجد نفسه مهما حسنت نواياه يعبر عن مصالح الأقلية»(١)

ولأن جزءاً كبيراً من طريقة حكم الرئيس ترجع إلي قناعاته الشخصية نجد أن الرئيس جمال عبدالناصر اهتم بالقرارات الاجتماعية التي تعتبر نقطة فاصلة في حياة المصريين، ولكن ربما يكون قرار تطبيق الاشتراكية في مصر علي رأس كل ما اتخذه من قرارات.. وفي إطار مشروع كيف تُحكم مصر يبقي السؤال الأهم: من اتخذ قرار تطبيق النظام الاشتراكي في حكم مصر؟ الشعب أم النظام أم الرئيس جمال عبدالناصر.

سؤال بدأت به الحوار مع الدكتور عزيز صدقي رئيس وزراء مصر السابق وأحد شهود العيان علي ٣ عصور و٣ رؤساء فأجاب قائلا:

الرئيس جمال عبدالناصر ومن معه ورأوا أن تطبيق الاشتراكية تخدم الصالح العام.. أي أن النظام هو من اتخذ القرار، ولكنه لجأ إلي الشعب وأخذ موافقته، فانتهي الأمر..

وأصبحت مصر تحكم بالنظام الاشتراكي، لذا لا يجب أن يأتي أي رئيس بعد ذلك ويغير أساسيات الحكم إلا بعد الرجوع إلي الشعب الذي عينه.. فالحاكم هو مفوض من الشعب.. وبالطبع هذا نظام غير معمول به الآن، فلم يرجع مبارك إلي الشعب قبل أن يقرر تغيير النظام الاشتراكي إلي رأسمالي.. ونظر إلي الدكتور عزيز وسألني: هل سألك أحد نبيع الشركات والبنوك أم لا؟

نتفق مع إسرائيل ونطبع معها أم لا؟ هل أحد عرض علينا خطط الدولة قبل تنفيذها؟ الإجابة لا، وهذا لأن كل من أتوا بعد عبدالناصر كانت قراراتهم من رؤوسهم، فمن جاءوا بعد عبدالناصر كانوا أقل اهتماماً بالشعب، وأقل حرصاً علي مشاركته ورضاه.

* كيف تصف طريقة حكم عبدالناصر لمصر؟

ـ رغم حبي له، إلا أنه كان ديكتاتورا، كل السلطات في يده، ولكنه كان ديكتاتورا صالحا لم يستخدم الديكتاتورية أبدا في تحقيق منفعة شخصية.. عبدالناصر مات وهو لا يملك شيئا، لا شقة ولا قيراط أرض.. ولا حتي أولاده ترك لهم شيئاً.. فأكبر أولاده خالد كان مازال طالبا في كلية الهندسة وكل ما حققوه بعد ذلك كان بمجهودهم..

حتي تحية هانم زوجته عندما مات عبدالناصر ظلت جيهان السادات «تلسن عليها» حتي أعادت تحيه هانم سيارة الرئاسة واشترت سيارة ١٢٨، وعندما علم الرئيس القذافي أرسل إليها سيارة مرسيدس لتركبها. وهذا يدل علي نزاهة الحكم في عهد عبدالناصر وهذا لا يعني أنه لم يكن هناك أناس تخطئ في عهده.

* كيف كان حال الصناعة في عهدك وأيام عبدالناصر. . وهي عهدك أيضاً؟

ـ أنا لقبت بأبو الصناعة.. لمئات المصانع التي بنيت في عهدي، كما أنني عملت قانون تنظيم الصناعة باعتباري أول وزير للصناعة في مصر.. وكان يهدف إلي حماية المستهلك من المحتكرين وأعطيت للدولة حق التسعير، بمعني أن أحسب تكاليف المنتج وأحدد سعر بيعه حتي لا يستغل صاحب المصنع احتياج السوق لمنتجه فيرفع السعر..

مثلما يفعل أحمد عز الآن.. باختصار الدولة أيام عبدالناصر كانت تتدخل لصالح المواطن.. وآليات الرقابة فيها كانت فعالة.. ولا تعد الرغبة الآن في الدخول إلي النظام الرأسمالي مبررا لغياب الدور الرقابي للدولة، فحتي الرأسمالية فهموها خطأ وعلي هواهم.

* من كان يضع السياسة العامة في عهد عبدالناصر؟

ـ النظام!

* وأنت كوزير للصناعة هل كنت تعد نفسك من النظام؟

ـ كنت وزيرا، ولكنني لست أنا من أضع السياسة العامة للدولة، ثم لا تنس أنه كان هناك مجلس للثورة يساهم في الحكم.

* ولكن مجلس الثورة ألغي عام ١٩٥٦ وعبدالناصر مات عام ١٩٧٠ أي أن هناك ١٤ عاماً فرقاً، فمن كان يحكم الدولة فيها؟

ـ عبدالناصر كان الحاكم، ورغم كونه ديكتاتوريا كما قلت، فإنه كان صالحا وإن كان يوجد سلبيات كثيرة في عهده لا ننكرها.

وعن نفس هذا المعني الذي قال به الدكتور عزيز صدقي كتب جمال حماد في كتابه «أسرار الثورة» الجزء الثاني، مؤكدا أنه عندما صدر القرار الجمهوري بإنشاء مجلس الرئاسة في سبتمبر ١٩٦٢ أعلن عبدالناصر عن قيام مرحلة جديدة من مراحل الثورة تقوم علي أساس المؤسسات السياسية التي تمهد السبيل لقيام ديمقراطية سليمة،

ولكن الفكرة، رغم وجاهتها لم تحقق الهدف المرجو منها، لأن النوايا لم تكن سليمة، لذا جاء التنفيذ فاشلا مما ترتب عليه فكرة تركيز جميع السلطات في يده برغم أن المفترض عدم صدور أي قرارات جمهورية إلا بعد إقرار المجلس لها»(٢).

* المقربون من عبدالناصر.. إلي أي مدي كانوا يتدخلون في عملية الحكم؟

ـ كان لهم تأثير واضح.. وهذا التأثير يتوقف علي النية والمصلحة، بمعني أنه إذا كان المقرب جيدا أثر بالإيجاب، وإذا كان سيئا أثر بالسلب وبما يخدم مصلحته وأهواءه، وأنا أعتقد أنني كنت قريباً من عبدالناصر من الناحية المهنية، وكان يثق بي، أما من الناحية الإعلامية كان محمد حسنين هيكل وكان يستمع إلي كلامنا دائما،

حتي جاء عبدالحكيم عامر وفرض سيطرة كبيرة عليه في نهاية العهد، فكان عبدالناصر يثق به ثقة مطلقة حتي وضع يده علي الجيش، وهو ما دفع عبدالناصر، لأن يفضفض معي في إحدي المرات وقد بدا متوترا قائلا: تصدق يا عزيز لم أعد أستطيع تعيين فرد واحد ولا عزل فرد في الجيش فقد فرض عبدالحكيم سيطرته الكاملة علي الجيش.

«يعد تشكيل لجنة لتصفية الإقطاع من القرارات التي كُتب عنها أنها تمثل قمة الإرهاب والكبت والإذلال والاعتداء علي كرامة الإنسان.. إنها اللجنة التي ترأسها عبدالحكيم عامر، وقال عنها السادات «كانوا يقتحمون البيوت بالليل ويطردون النساء فيخرجن مع أطفالهن في الطرقات والأزقة يبحثن عن مأوي يسترهن(٣).

* قانون تصفية الإقطاع هل كان اقتراح الرئيس أم هناك من أملي به عليه؟

ـ أملي به عليه عبدالحكيم عامر وكان يهدف إلي السيطرة علي القطاع المدني أيضا، فاقترح علي الرئيس عبدالناصر قانون تصفية الإقطاع عن طريق لجنه ترأسها هو وأصبح السادات نائبا له فيها، وقد اعترضت علي ممارسات هذه اللجنة، لأن قانون تصفية الإقطاع يقول إنه بقرار من رئيس الجمهورية يتم وضع فلان بالاسم تحت الحراسة،

وقلت لعبدالناصر: إن هذا القانون ظالم.. فقال لي: قانون الإصلاح الزراعي به ثغرات يجب أن نغطيها فقلت له: قانون الإصلاح عندما صدر لم يكن المقصود به حسن أو محمد بل مبدأ عام.. ولكن هذه هي المرة الأولي التي يصدر فيها قرار يعطي الدولة الحق في اعتقال أسماء بعينها كما أنني قلت لعبدالناصر: أنت لا تعرف من هذه الناس التي ستوضع تحت الحراسة ،

سوف يأتي إليك القرار وسيطلب منك توقيعه وخلاص.. فقال لي: القانون به ثغرات. فقلت: له الثغرات أفضل من الظلم.. وبعد مناقشة استمرت ٥٠ دقيقة قال لي: واضح أننا لن نتفق يا عزيز، نتكلم في حاجة تانية أحسن، فقد أملي عليه عبدالحكيم القانون، ولم يكن يستطيع الاعتراض.

* بأي سلطة ؟

ـ سلطة الجيش.

* عبدالناصر لم يكن يستطيع التدخل في شؤون الجيش كما تقول، ولكن هل كان الجيش يتدخل في قرارات عبدالناصر في الحكم؟

ـ سؤال سألته لعزيز صدقي، ولكن أردت أولا أن أعرض ماكتبه السادات عن ذلك قائلا:

أصبح عبدالحكيم عامر يعهد بكل شيء في البلد للقوات المسلحة أوالبوليس الحربي.. النقل العام مثلا في حالة سيئة فيتبع القوات المسلحة لإصلاحه، الثروة السمكية تشرف عليها القوات المسلحة، وقال عنه أمين هويدي: القيادة السياسية والقيادة العسكرية في مصر أحاطهما الغموض الشديد، وهو ما أدي بالقيادة العسكرية تحت قيادة المشير عامر نائب القائد الأعلي للقوات المسلحة(٤)، إلي انتزاع اختصاصات تجاوزت كل حد، ٣

وأصبحت القوات المسلحة بموجبها دولة داخل الدولة (٥) وهنا عدت إلي عزيز صدقي لأعرف إجابته عن نفس السؤال فقال: الرئيس عبدالناصر كان فاهم وعارف إن الجيش تحت سيطرة عبدالحكيم، وليس من الشطارة أن يناطح.. فكان يجب أن يهادن لأنه يعرف أن الجيش هو الذي انقلب وجاء بالثورة ولابد أن يأخذ ذلك في الاعتبار.. كان عبدالحكيم عامر يود السيطرة علي القطاع المدني بعد سيطرته علي الجيش،

فعمل ما يسمي «المباحث الجنائية» برئاسة ضابط اسمه حسن خليل، كانت مهمته اختراق القطاع العام ويحقق في كل الأمور. وأذكر في إحدي المرات اتصل بي رياض حجازي، وهو شخص حاصل علي جائزة الدولة التقديرية، وقال لي: يا دكتور عزيز في ضابط من المباحث الجنائية موجود في المصنع، ويريد أن يأخذني للتحقيق معي. فقلت: اطلب من الفراشين أن يرموه تحت بير السلم،

وصادف في نفس اليوم وجود اجتماع اللجنة التنفيذية العليا، وقلت لعبدالناصر ما حدث وأنني أريد تقديم استقالتي، وكان عبدالحكيم عامر جالساً.. فسألني عبدالناصر: لماذا؟ قلت له: لا يوجد ثقة في الوزراء وحدث كذا وكذا اليوم.. وهدأ عبدالناصر الموقف واتخذ قراراً بسحب المباحث الجنائية ليس فقط من الصناعة، ولكن أيضا من كل أجهزة الدولة، وقال لي أحد أصدقائي يومها ونحن خارجون من الجلسة: ادعي ربنا ألا يقبضوا عليك بعد الذي قلته.

* إلي أي مدي كان يستمع عبدالناصر إلي معارضية؟

ـ كان عبدالناصر يقبل الحديث والنقد، وكان يتسم بسعة الصدر مادام يري أن الاختلاف في وجهات النظر لصالح مصر.. هو حاكم لديه رسالة، ولكن كان هناك حوله من لا يؤمنون بهذه الرسالة.. فمثلا بعد ٦٧ قال لي عبدالناصر: سأدعو إلي اجتماع عام لمناقشة الوضع الاقتصادي في مصر، وتأثره بالنكسة بعد المزاعم التي أثارها زكريا محيي الدين من أن الوضع الاقتصادي سيئ، وكنت طرفاً في المشكلة باعتباري

وزير الصناعة، وحضر الاجتماع ٢٤ وزيراً آخرون ـ وبالمناسبة سامي شرف كان يسألني بالأمس في التليفون، لأنه يريد تذكر هذه الواقعة غالبا لكتابتها ـ زكريا كان رافضاً النظام الاشتراكي ويريد تحويل مصر إلي النظام الرأسمالي، وهو لم يكن يفهم في هذا ولاذاك.. عبدالناصر أراد أن يسمع الجميع واحداً واحداً، وهذه عادته دائما، وكان وزير الاقتصاد أيامها حسن عباس زكي، وكان هو من أعد التقرير الذي تحدث بشأنه زكريا في الاجتماع، وكان مفاده أن مديونية مصر ٢ مليار و٤٠٠ مليون دولار، وبالتالي الوضع سيئ،

لذا علينا تغيير نظام الاشتراكية.. عقدنا أربع جلسات كل جلسة ٦ ساعات وعبدالناصر يسمع للجميع وكان عندما يغضب وجهه يتغير إلي اللون الأسود، وهذا ما حدث بالفعل له وقتها، فالأغلبية من الوزراء كانوا يهاجمون النظام ويريدون تغييره، وكانت هناك شائعات باحتمالية وصول زكريا للحكم بعد عبدالناصر خاصة بعد النكسة، فأراد البعض منهم تملق زكريا وتأييد وجهة نظره..

ووصل عندي الدور في الجلسة الثالثة والأخيرة لأدلي برأيي وسألتهم: لو أوقفنا المصانع والإنتاج، واتبعنا سياسة الانكماش كما اقترح زكريا لنستطيع سد الدين، ماذا سنفعل العام القادم؟!.. هل سيكون الوضع أفضل أم أسوأ؟!، والناس بتزيد كل يوم «حنبقي مش لاقيين ناكل»،

أنا عكسك في الرأي تماما يا زكريا، أنا أطالب بالقدوم للأمام في زيادة التنمية.. وطلبت منه أن يزيد ميزانية قطاع الصناعه ٢ مليون دولار، وبالفعل كانت النتيجة زيادة الصادرات إلي ٧ ملايين دولار وهذه أيامها كانت أرقاماً ضخمة جدا فرد عبدالناصر،

وقال: «كلام وجيه اللي قالوا عزيزصدقي».. وأضاف عبدالناصر: «اللي مش قادر يكمل معانا يتفضل يمشي ونحن سنسير في طريقنا وحنبني بلدنا وربنا يوفقنا» ونهض واقفا تاركا الجلسة بعد أن أنهي النقاش.. هذا هو عبدالناصر يستمع للجميع، ويتخذ في النهاية القرار المناسب، والاختلاف معه لا يعني العداء له.

* كتب الرئيس السادات عن عبدالناصر قائلا إنه كان شكاكاً ويعمل مبدأ التجسس، حيث كان يمكن للابن في عهده أن يتجسس علي أبيه أو أخيه، فهل كان فعلا كذلك(٦)؟

ـ أذكر مرة قلت فيها للرئيس عبدالناصر: ياريس مفيش ثقة في الوزراء نهائي أنا كنت أتحدث مع علي صبري في التليفون النهارده وسامع «التكتكة» في ودني فعلق بجملة واحدة «لا يا عزيز متضايقش نفسك الأجهزة الجديدة مبتعملشي تكتكة»!.

كما أذكر أنني ذهبت مرة إلي عبدالناصر في منزله وجلست في الصالون أنتظره، وعندما حضر قال لي: اترك العمل علي جنب وتعال نجلس في الحديقة ، وكان يريد أن يحكي لي عن الثورة وعن تصرفات بعض القادة، ولم يكن يريد أن يسجل هذا الحديث، لأنه كان قد أعطي تعليمات لسامي شرف بوضع كاميرات في الصالون. وأغلب أنحاء منزله.

* سألته بدهشة: هل كان يتجسس علي نفسه؟

ـ لا ولكن حتي يعود إلي أي لقاء مع أي من المسؤولين وقتما شاء، وحتي لاينسي تفاصيل أي اجتماع.. ولكن الأحوط ألا يتحدث في الأحاديث السرية أمام الكاميرات، لأنه لا يعرف ستقع في يد من.

* كيف اختار عبدالناصر نائبه؟

ـ ظل عبدالناصر لفترة بدون نائب، ولكنه عندما بدأ يشعر بالمرض لم يكن هناك باق من أعضاء مجلس الثورة سوي السادات وحسين الشافعي، فجعل محمد أحمد السكرتير يتصل بهما للحضور إليه قبل السفر وعندما حضرا أخبرهما بسفره، وأن الأعمار بيد الله، وقال لهمااا انه اختار السادات نائبا له(٧).

* أيدت السادات في بداية حكمه وساعدته في القضاء علي مراكز القوي ثم عدت واختلفت معه فلماذا؟

ـ أيدت السادات، لأن الدستور ينص علي أنه عندما يموت رئيس الجمهورية يتولي الرئاسة نائبه، وأنا في النهاية إلا أؤمن إلا بالدستور.. ثم إنه من اختار السادات؟ الرئيس عبدالناصر هو من اختاره، إذن هو يراه الأكفأ والأفضل لهذه المهمة.

وأذكر ونحن نسير في جنازة والدة سكرتير عبدالناصر فوجئت بشعراوي جمعة وزير الداخلية يمسك يدي ويقول لي: العملية فلتت أريد أن أحضر إليك وأتحدث معك، فالجميع يريدون علي صبري وليس السادات. فقلت له إن إعمال الدستور يوجب تولي السادات الحكم وأنا مع الشرعية، وبالفعل تولي السادات الحكم بشرعية الدستور وتم عمل استفتاء وانتُخب حسب الدستور وحصل علي حوالي ٧٢% وخرج إلي الناس،

وقال إنه يتمني أن الـ ٢٨ % الذين لم يعطوا له أصواتهم يعطونها له عندما يرون أعماله، وفي أول بيان له في مجلس الشعب قال: لقد جئت علي طريق عبدالناصر وعلي طريق بيان ٣٠ مارس، وقد تغير تماما بعد ذلك.. ولكن وبعد ٧ أشهر تقريبا انقلبت عليه مراكز القوي.. وكنت من أوائل الناس التي نبهت السادات لذلك.

* وهنا سألته: بعد أن نبهت السادات ـ علي حد قولك ـ إلي ما تدبره مراكز القوي فوجئ الجميع بأنك توليت بعد القضاء عليهم بستة أشهر منصب رئيس الوزراء، فهل هذا المنصب كان مكافأة السادات لك؟

ـ لو كان ما تقوليه حقيقيا، فبماذا تفسرين تقديمي الاستقالة وأنا رئيس وزراء.

* ولكن في السياسة كل شيء له ثمن؟

ـ تاريخي موجود، عودي إليه واقرأي ماذا قدمت لهذا البلد أولا، ولو أنني أطمع في مناصب لكنت قبلت طلب الرئيس مبارك، عندما طلب مني العودة إلي الوزارة، وأكدت له أنني لا أريد مناصب.

* مراكز القوي كانوا أقرب إليك من السادات، وكان معظمهم أصدقاءك، ويقال إن علي صبري قال أمام رجاله: هل هذا معقول أن يكون البوليس والاتحاد الاشتراكي والجيش معنا ضد السادات ويظهر لنا «خازوق»، الله يخرب بيته عزيز صدقي، يدمر كل خططنا ولم نعمل له أي حساب كيف؟ فلماذا فعلت ذلك؟

- لم أكن أود الرجوع بالبلد ٥٠ عاماً للخلف وقد طبقت ما أملاه ضميري علي، لكن السادات استهان بكلامي في الأول حتي تأكد منه بعد ذلك.

الهوامش

(١) كتاب «لمصر لا لعبدالناصر» ـ محمد حسنين هيكل ـ ص ٣٠

(٢) «أسرار ثورة يوليو» الجزء الثاني ـ جمال حماد ـ ص ١٤١٩

(٣) «البحث عن الذات» ـ أنور السادات ـ ص ٢١٦

(٤) «البحث عن الذات» ـ أنور السادات ـ ص ٢١٥

(٥) «حرب ١٩٦٧ أسرار وخبايا» ـ أمين هويدي ـ ص٤٥

(٦) «البحث عن الذات» ـ محمد أنور السادات ـ ص٢٨٨

(٧) المصدر نفسه ـ ص ٢٥٥
------------------------------------
نشر في المصري اليوم بتاريخ 4-3-2008
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=96023

**********
عزيز صدقي في الحوار الأخير قبل رحيله «٢ ـ ٢»:
شعارنا في عهد عبدالناصر «ابني.. ابني».. والشعار الآن «بيع.. بيع»
-----------------------------------------
حوار رانيــا بــدوي ٥/ ٣/ ٢٠٠٨
----------------------------------------

«كنت قد أعلنت أن عام ١٩٧١ هو عام الحسم فإما حل سلمي وإما معركة.. ووافق السوفييت وعدت إلي مصر وأنا علي ثقة أن الأسلحة التي وعدوا بها سوف تكون قريبا في الطريق إلينا.. وانقضي أكتوبر ونوفمبر ولكن كل شيء كما هو.. استدعيت السفير السوفيتي،

ولكن لا إجابة.. وإذا بي أفاجأ في ٨ ديسمبر ٧١ بالمعركة بين الهند وباكستان، وأن الاتحاد السوفيتي طرف فيها وجاءني السفير ليبلغني أن القادة السوفييت مواعيدهم مشحونة، ولكنهم علي استعداد لاستقبالي في ١أو ٢ فبراير سنة ٧٢.. كنت أعرف أنني سأواجه حملة مسعورة، لأنني سبق أن أعلنت أن سنة ٧١ هي سنة الحسم.. وفعلا حدث». (١)

بدأت الجزء الثاني من الحوار مع عزيز صدقي بما كتبه السادات عن أسباب عدم قيام الحرب في عام ٧١ الموعد الذي كان متفقا عليه، ووعد به معاونيه وشعبه فيما سمي بعام الحسم، والذي قال عنه عزيز صدقي إنه سبب تقديمه استقالته وهنا سألته:

* يقولون إن السادات كان يريد حربا.. ولكنه كان ينتظر الوقت المناسب؟

ـ لا لم يكن يريد الحرب.. وتحجج بأن الروس مشغولون بالحرب بين الهند وباكستان وجاء عام الحسم ولم يحسم شيء.

* وبماذا تفسر قيامه بالحرب بعد ذلك؟

ـ لأنه تورط، لم يجد مفرا، ولم تسمح له الأوضاع بغير ذلك.

* أعود إلي مسألة الاستقالة ما سببها رغم كل ما قلته عن دعمك للسادات وإيمانك به؟

ـ أنا لم أكن مع السادات أنا كنت مع الشرعية وعندما توليت رئاسة الوزراء الكل كان يعرف أن هذه الحكومة جاءت ومهمتها واضحة وهي إعداد الدولة للمعركة وإذا لم يكن هناك معركة فما هي أهميتها؟! لذا استقلت في فبراير ٧٣.

* وكيف أعددت الدولة للمعركة؟

ـ كل مسمار جاء في الحرب أنا من أحضرته، والسادات يعرف أن الروس كانوا يثقون بي وكانوا يكرهون مراوغته لهم.. كانت الخطة الأساسية أن أعمل مخزونا استراتيجيا وقد قدرته آنذاك بحوالي ٤ أشهر.. والمقصود به تأمين كل شيء نحتاجه للغذاء أو الإنتاج بما يكفي أربعة أشهر، حتي لو حدثت حالة حصار نكون قادرين علي العيش.

* كيف تم اختيارك لمنصب رئيس الوزراء وهل هناك أجندة أراد السادات تنفيذها من خلالك ؟

ـ أولا السادات اختارني لهذا المنصب لتاريخي الطويل في مجال الصناعة والإنتاج.. وكان أول شرط اشترطته لقبول هذه الوزارة هو عدم تدخل السادات في تشكيلها أو عملها.

* لكنه هو رئيس الدولة؟

ـ لو أنه يريد أن يضع هو السياسة وينفذها «جايبني ليه»؟.. هذه مهمتي، وقلت للرئيس هذه شروطي لقبول المهمة وبالمناسبة هذه ليست «أنزحة» إنما تحديد مسؤوليات.. فالبلد في حالة حرب وليس الأمر هينا، وإذا خسرنا الحرب سأكون أحد المتهمين إن لم أكن علي رأسهم.. ومن حقي أن أختار كل من يعملون معي لأستطيع اختيار الكفاءات.

* لكن الرئيس مبارك اختار نظيف ومع ذلك يضع هو كل السياسات؟

ـ أرجوك لا تقارنيني بأحد.. أنا مؤمن بأن رئيس الوزراء مسؤول وليس من حق الرئيس التدخل، ولكن إذا لم يقم بواجبه فمن حقه أن يعزله من منصبه.

* هل يعني ذلك أنك من اخترت جميع الوزراء في حكومتك؟

ـ نعم ولم أتشاور مع الرئيس السادات حتي في الأسماء.. فقط وقع القرار، ولكن أبقيت علي حوالي ثلث الوزراء في الحكومة السابقة ممن رأيت أنهم كفء للمهمة.. ومن الطبيعي أن أختار العناصر التي ستنفذ معي المهمة ليكون الحساب عادلا إذا ما حدث أي إخفاق.

* ولكن الرئيس مبارك يختار رئيس الوزراء والوزراء فهل يعد ذلك ظلما لرئيس الحكومة أن يعمل مع وزراء ليسوا من اختياره؟

ـ قلت لك لا تقارنيني بـأحد.

* وكيف اخترت وزراءك؟

ـ هناك وزراء لم أكن أعرف وجوههم حتي، واعتمدت علي التقارير الخاصة بإمكانياتهم وكفاءتهم، فمثلا أردت تعيين وزير للأوقاف فسألت فدلوني علي الشيخ عبدالحليم محمود خريج السوربون وكان شيخ مشايخ الصوفية، وكان يحظي بتقدير رجال الدين له ويسمونه الإمام.. فاخترته لتوازنه، كما اخترت فؤاد مرسي وإسماعيل صبري عبدالله من الشيوعيين وعبدالعزيز حجازي ومصطفي الجبلي وهكذا وحرصت علي تمثيل جميع الاتجاهات السياسية.

* في رأيك كيف يتم اختيار الوزراء الآن؟

ـ اسأليهم.. ولكن أعتقد أنه ليس علي هذه الأسس.. وأعرف أن هناك أحد الوزراء رشحه الرئيس مبارك بعد جلسة مع الرئيس بوش الذي اقترح عليه أحد الأسماء وزكاه لديه فتم تعيينه وزيراً وبالمناسبة الرئيس مبارك نفسه لم يكن يعرفه.

* هذا يعني أن الإدارة الأمريكية تتدخل في اختيار من يساهمون في حكم مصر؟

ـ طبعا يابنتي احنا مستعمرين.. فهم يختارون الأصدقاء وقليلي الخبرة والكفاءة، فمثلا الرئيس عبدالناصر لم يعينني بين يوم وليلة بل ظل يختبرني ويدرجني في المناصب إضافة إلي كوني خريج جامعة هارفارد أعظم جامعة في العالم.

* يعني هذا أن مصر ليست دولة مؤسسات؟

ـ نعم ليست دولة مؤسسات.

* عودة إلي الرئيس السادات كيف كان يختلف مع معارضيه؟

ـ أذكر واقعة استقالتي حينما دعوت مجلس الوزراء للاجتماع وعرضت عليهم استقالتي وهي المرة الأولي في تاريخ مصر التي تجتمع فيها الحكومة لتناقش قرار الاستقالة وتقرر الاستقالة.. ورفض السادات قبولها في البداية، ثم اقترح علي أن أتولي مسؤولية المجالس المتخصصة فرفضت، وعرض علي أن أكون مساعد رئيس جمهورية ورفضت أيضا، ورغم ذلك فوجئت في اليوم الثاني بمانشيت يقول: تعيين عزيز صدقي مساعد رئيس جمهورية..

فهو كان يخشي أن يتساءل الرأي العام لماذا استقال عزيز صدقي؟ فغطي الأمر بتعييني مساعد رئيس الجمهورية.. وعندما لم أذهب إلي مكتبي لمدة أسبوعين وبدأ الكلام يزداد نشروا شائعة مفادها أن عزيز صدقي حرامي وهذا أسلوب متبع إذا أرادوا تشويه شخص ما والتخلص منه.

* من هم مستشارو السادات؟

ـ أناس كثيرون.. كل رئيس له رجاله الذي يتأثر بهم وكان السادات «ودني».. أي واحد بيوصل إلي مركز مثل هذا تلتف حوله زمرة تحاول الوصول إليه، ويعرفون جيدا ما الذي يحبه، وما الذي يكرهه وكيف يؤثرون فيه، ومنهم من هو جيد ومنهم من هو سيئ.. وكان معروفاً عنه أنه يستمع لآراء أصدقائه.

* بماذا تصف فترة حكم السادات؟

ـ كان ديكتاتوراً.. وتعدد الأحزاب في عهد السادات كان شكلاً صورياً

«ما هو يا أنت مؤمن أن الشعب هو مصدر السلطات أو أنك الآمر الناهي في الشعب، وللأسف من جاءوا بعد عبدالناصر ساروا علي هذا النهج.. هل تذكرين السادات عندما قال الإسكندرية في رقبتك يا رشاد.. تخيلي رئيس جمهورية يعتبر الإسكندرية عزبة.. يعني بيقول لرشاد اعمل اللي انت عايزه فيها.. هكذا كان يحكم.

* ما رأيك في الخصخصة وبيع القطاع العام؟

ـ أنا لم ابن كل هذه المصانع وهذا التاريخ حتي يأتي شخص ليبيع كل ما بنيناه.

* ما حقيقة القصة التي تقول إن الرئيس مبارك كان ضد الخصخصة وأنه تدخل شخصيا أيام أن كان نائبا لرئيس الجمهورية لمنع بيع شركة إيديال لشركة طومسون وهي شركة فرنسية وذهب مبارك وقتها إلي مجلس الشعب، وقال لأعضاء المجلس بنفسه إن هذه الصفقة لم تتم،

لأنه لا يعقل أن تكون هذه هي صورة المشاركة الفعالة لرفع الإنتاج وهذا يدل علي أن مبارك كان ضد الخصخصة وهو الأمر الذي يؤكد أن الخصخصة جاءت من خلال المستشارين؟

ـ لا تعليق.

* البعض يقول إن اشتراكية عبدالناصر لم تعد تنفع في عصر العولمة والنظام الرأسمالي الذي يحكم العالم هو الحل؟

ـ في بلد فقير مثل مصر نحن في احتياج إلي نظام يخدم الفقراء قبل الأغنياء.. الثورة عندما قامت اهتمت بالإصلاح الزراعي وأعادت توزيع الأرض وعملت قانون الإصلاح الزراعي وهو قانون لم يهدف إلي الانتقام من أحد، بل إلي عدالة التوزيع واعتمد المشروع في مجلس الشعب وأصبح قانون.

لكن قولي لي نحن نقرأ الآن أخباراً عن خصخصة هيئة التأمين الصحي أي لن يكون هناك علاج مجاني للفقراء فهل هذه الرأسمالية التي يريدونها.. أنا أرسلت لحاتم الجبلي رسالة مع دكتور محمد عبدالوهاب قلت له: «إيه الهبل اللي انت بتعمله ده إنتم كده بتحرقوا البلد»،

وبالمناسبة والد حاتم الجبلي كان رجلاً فاضلاً وأنا اخترته أثناء تشكيلي للحكومة في عهد السادات.. المهم أن ما ينفع في أمريكا لا ينفع في مصر فالظروف مختلفة.

نحن لم نبن المصانع حتي نبيعها بل ليكون لنا قاعدة إنتاجية نرتكز عليها حتي نأكل ونوفر فرص عمل للعمال، هل تعرفين كم عدد العمال الذين خرجوا إلي المعاش المبكر؟ عددهم نصف مليون عامل.. سياسة الدولة أيام عبد الناصر كان شعارها «ابني».

* وأيام مبارك؟

ـ هوه أنت يعني مش شايفة البيع.. الشعار الآن «بيع.. بيع».

* لماذا في اعتقادك يتم بيع هذه المصانع لو أنها كانت ناجحة؟

ـ لأن ذلك أحد شروط صندوق النقد الدولي فالمعونة الأمريكية تعطي لمصر في مقابل الاستمرار في بيع القطاع العام.. وأنا ألوم علي الرئيس مبارك وأقول له أنت رئيس مصر، عليك أن تبحث عن مصلحة شعبك أولا.. وعندما أثيرت أزمة الـ ٢٠٠ مليون دولار المعونات.. قلت له نحن من جانبنا علينا أن نلغي اتفاقية المعونة، لأنها هي اللي ودت البلد في داهية، فعندما كنا نعتمد علي أنفسنا كان الوضع أفضل والناس قارنتنا باليابان وقتها.

* ولماذا إذن لم نستمر في مضاهاة اليابان؟

ـ لأن اليابان لم تغير سياستها نحن من غيرنا سياستنا كلية وانظري لمديونية مصر الآن ٦١٤ ملياراً وهذه أرقام صادرة عن البنك المركزي.

نحن شعب عددنا ٧٦ مليون نسمة، مطلوب أن نأكل ونشرب ولا حل للخروج من الأزمة إلا بزيادة وتشجيع الإنتاج .

* ما رأيك في الحكومة الحالية؟

ـ يكفي أن أقول لك إن هذه الحكومة تضم شخصاً قيل فيه نكتة يتداولها الناس علي القهاوي بتقول «واحد قال لصاحبه فلان عنده ٤١ مليار جنيه، فصاحبه قالوا لأ، عنده ٤٧ مليار، فرد الأول لأ أنا عندي معلومة إنه عنده ٤١ مليار فقط قالوا لأ ياعم ٤١ دي كانت الشهر اللي فات» كيف لشخص مثل أحمد عز مثلا أن تصل ثروته إلي هذه المليارات وأنا أعرف أبوه جيدا كان راجلاً فاضلاً وكان طالباً معي في كلية الهندسة منين جاب فلوسه؟

كيف يمكنك في مصر أن تعمل مليون جنيه وليس ملياراً، ومثلا هناك رجل أعمال لا أريد ذكر اسمه.. توسط مع شركة مستثمرة عربية ليحصل علي موافقة علي مشروع معين وعمولته كانت ٩٩٠ مليون جنيه وتمت الموافقة علي المشروع هذا بخلاف ١٠ % مساهمة في المشروع وظهرت القصة عندما اختلف معهم.

وعموما حكومة نظيف أسوأ حكومة مرت علي مصر.. والدليل الفساد والمشاكل الحالية.. وأنا أسأل نظيف كم مرة زرت الأقاليم، أنا أيام ما كنت رئيس وزراء أصدرت قراراً باجتماع الوزراء كل شهر في محافظة مختلفة. واستقبال طلبات الجماهير والجلوس معهم لمعرفة مشاكلهم مرة في كفر الشيخ ومرة في أسوان وطبعا أهالي المحافظات كان عمرهم ما شافوا وزير كنت أرسل إليهم مجلس الوزراء كله..

والجماهير تدخل من غير إذن ويتم الرد علي كل أسئلتهم أيا كانت.. وأول كل شهر كنت أقدم حديثاً أعرض فيه التقارير علي الجماهير، لأنني معين من قبل الجماهير، وبالتالي هم الأولي بإصدار القرار.. للأسف ما يحدث الآن عكس ذلك تماما فمصر تحكم علي طريقة «أنا ربكم الأعلي، محدش يتكلم بعدي».

* بيانات الحكومة تؤكد التنمية وارتفاع مؤشر النمو الاقتصادي ؟

ـ هذا كذب والدليل أن الجهاز المركزي للمحاسبات قدم تقريراً لمجلس الشعب كذب فيه الحكومة.

* يقولون إن السبب زيادة السكان والتهام موارد التنمية؟

ـ هذه حجج فارغة، نحن كنا نعد البلد لحرب وليس هناك أكبر من ذلك ومع هذا الناس لم تقف طوابير ولم تشعر بأي أزمة من الأزمات التي نعيشها الآن.

* من البديل؟

ـ حاليا لا يوجد بديل.. والحل في حكومة الوحدة الوطنية تشترك فيها جميع القوي السياسية.

* ألا يوجد تناقض في حبك لعبدالناصر ومحاباتك للإخوان الذين كانوا أشد أعداء عبدالناصر وهل تراهم بديلاً مناسباً؟

ـ الإخوان قوة موجودة علي الساحة شئنا أم أبينا، ولكن كان لدي أمل في أن تكون جبهة المعارضة بديلاً ملائماً فقد اتصل بي نعمان جمعة، وقال لي أنا عندي مشكلة أن التجمع والإخوان رافضان بعضهما فهل يمكن أن تتوسط لتقريب وجهات النظر بينهما وذهبت لرفعت السعيد وحسين عبدالرازق ورفضا حضور الاجتماع.. وذهبت للإخوان وللأمانة الإخوان التزموا بكل ما طلب منهم.

* إذن هذا اعتراف بفشل تحالف قوي المعارضة؟

ـ الدولة تدخلت ونخرت الاحزاب الداخل.

هوامش

(١) البحث عن الذات ـ محمد أنور السادات ـ ص ٣٠٨

-------------------------
نشر في المصري اليوم بتاريخ 5-3-2008
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=96152

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون