وحيد حامد

وحيد حامد:
من يقول إنه لا يوجد بديل لمبارك يستحق الحرق في ميدان عام
------------------------------------
حوار رانيا بدوي ٢٥/ ٢/ ٢٠٠٧
----------------------------------

جلسنا - نحن الاثنين - في أحد الفنادق، نتبادل أطراف الحديث في حضرة النيل، بدأ ينظر إليه وكأنها المرة الأولي، رغم أن الكاتب وحيد حامد يجلس في نفس المكان كل يوم، ورغم أن النيل موجود في مكانه طوال الوقت، سألته: هل النيل تغير؟

فأجاب: بل نحن من نتغير، نظرتنا تختلف كل يوم للحياة من حولنا: مشاعرنا، مبادئنا، قيمنا، كل شيء فينا أصبح قابلاً للتغير، قالها وهو مازال ينظر للنيل، فتساءلت في نفسي وهل تغير وحيد حامد؟

هل باع القضية؟ هل أصبح يبحث عن لقب كاتب السلطة بعدما ظل لسنوات كاتب البسطاء؟ لقد علمت أنه مرشح لكتابة فيلم عن حرب أكتوبر - وربما عن الرئيس مبارك - اجتمع معه أنس الفقي، فهل كان يحمل له تكليفاً رسمياً بكتابة هذا الفيلم؟ وهل وافق وحيد حامد؟..

أفقت والشاي الأسود يوضع أمامي والأ خضر أمامه، فوجدتني بلا دبلوماسية ألقي عليه ما دار في خاطري.

.. هل كلفت بكتابة فيلم عن حرب أكتوبر؟

- لا.

.. علمت أن وزير الإعلام التقاك بهذا الشأن؟

- لا، لكن ما حدث أن لقائي مع أنس الفقي كان مصادفة، وكنت أجلس وقتها مع عدد من المثقفين والسينمائيين وجلس معنا لعدة دقائق وتحدث عن فيلم عن حرب ٦ أكتوبر، وهو الفيلم الذي لم يتم الاتفاق بعد علي الجهة المنتجة له، وطلب من الجميع وأنا من بينهم وضع تصور لا للفيلم، لكن لما يجب أن يكون عليه الفيلم.

.. وماذا لو أسند إليك كتابة هذا الفيلم؟

- سأوافق، ولكن بشروط، أولها: أن أكتب ما أريد، ولا يملي علي شيء.

.. وما هو تصورك الدرامي لشخصية مبارك في هذا الفيلم؟

- لن أنظر لأي شخص علي حدة، وسأكتب الدور الذي قام به بالضبط في هذه الحرب في حيادية كاملة، فهذه الحرب لم تكن حرب سلاح الطيران وحده، بل كانت حرب جيش بالكامل، بل حرب شعب.

كما لا يمكن اختزال الضربة الجوية في مبارك فقط، فهو كان القائد، ولكن كان حوله قادة آخرون ومساعدون ومستشارون لا يمكن إغفال أدوارهم.

.. وماذا لو طلب منك فيلم عن مبارك منذ الطفولة حتي ٢٥ عاماً من الرئاسة؟

- ليس مطلوباً أن كل رئيس يتولي أمر البلاد نعمل عنه فيلماً، وعندما قدم الأمريكان فيلماً عن الرئيس نيكسون كان ذلك عن حادثة بعينها، وهي فضيحة «ووترجيت»، أو عن اغتيال كنيدي، أو عن أيزنهاور باعتباره قائد جبهة، وهي ليست أفلاماً عن سيرهم الذاتية، وهنا أعتقد أنه يمكنني كتابة فيلم عن حادثة بعينها في حياة الرئيس مبارك، ولتكن مثلا محاولة اغتياله في أديس أبابا، وأبني الفيلم بالكامل دراميا علي هذه الحادثة، لكن حياة مبارك في فيلم سينمائي تتطلب موافقة شخصية منه أولا، فهل يحب سيادته ذلك؟ لا أعرف.

.. لاحقته بسؤالي بسرعة: ماذا لو أحب الرئيس ذلك، بل أحب أن تكون أنت مؤلف الفيلم، هل توافق؟

- نعم، ولكن بشروط، أولها: أن تقدم سيرته الذاتية بحلوها ومرها، وأن يقبل أن أتعامل معه كإنسان يخطئ ويصيب، له أنصار وخصوم، أما إذا كان فيلمًا محصوراً فقط علي حلو الحياة والإيجابيات، فأعتقد أنني لا أصلح لهذه المهمة.

«مجلس الشر» هو اسم الجلسة التي يعقدها الكاتب وحيد حامد كل يوم جمعة في الفندق المقيم به علي النيل، يحضرها عدد من أصدقائه من نجوم الفن والأدب والسياسة، علي رأسهم: عادل إمام وممدوح الليثي وعلي أبو شادي ووائل الإبراشي وعمرو خفاجي وغيرهم، وهي جلسات أشبه بالصالون الثقافي، حول منضدة تجمع بين الحكومة والمعارضة في نموذج مصغر للديمقراطية الحقيقية، حيث ليس من حق أحد ممن يجلس حولها رفض الآخر، الحديث فيها يكون عن كل شيء وأي شيء دون رقابة ودون كاميرات، وما بين الاتفاق والاختلاف،

وما بين الجدية والنكات، يبقي كل ما يدور في الجلسة من نميمة ومعلومات وأخبار ومناقشات وآراء، مقصوراً علي أعضائها، جلسات يقوم فيها كاتبنا بدور المعارض دائمًا، لذا سألته:

.. تارة تقول إنك معارض للحكومة وتارة معارض لأحزاب المعارضة، فهل أنت معارض علي طول الخط؟

- أنا معارض لكل الأحزاب، وعلي رأسها الحزب الوطني، فكلها أحزاب غير فاعلة، وغير منطقي أن أحسب شعبية الأحزاب بالأسماء المدونة في الكشوف، فالحزب يجب أن يكون همه الأول الوطن وقضاياه، لكن الأحزاب في مصر تعمل لصالح نفسها، ولو رفعت الرئيس مبارك من قيادة الحزب الوطني فستجدين أنه لا يوجد حزب، ولو رفعنا جمال مبارك من أمانة السياسات فلن تكون هناك لجنة سياسات.

.. هل هناك فرق بين اختلافك مع الإخوان المسلمين واختلافك مع النظام؟

- خلافي مع الإخوان خلاف فكري وجذري، أما خلافي مع النظام فهو جزء من خلافي مع الحكومة كلها عندما يحدث إهمال أو تجاوز.

.. اتهمك عدد من قيادات الإخوان بالتعصب ضدهم واختزالك لهم في شخصيات درامية تتسم بالعنف رغم أنهم يؤكدون دائمًا أنهم جماعة سلمية؟

- جماعة الإخوان المسلمين هي الأم الشرعية لكل جماعات العنف بكل أشكالها، هي الدجاجة التي رقدت علي البيض الذي أفرز الإرهاب. هذه الجماعة جعلت المسلم في خلاف مع المسلم، وأضرت بصالح الأمة في مصر وخارجها، كما أن الجماعات الإرهابية التي يتنصلون منها الآن وفرت عليهم كتائبهم، وقامت بدور الجناح العسكري لهم، وكل العمليات التي قامت بها جماعات العنف كانت تصب في خدمة الإخوان، وبالمناسبة لست مهتما برأيهم في، فمنذ نشأة الإخوان حتي الآن لم يتفقوا مع أي حكومة، فكانوا علي خلاف مع الملك فؤاد، ثم الملك فاروق، ثم عبد الناصر والسادات ومبارك، فهم غير مقتنعين إلا بأنفسهم.

.. هل خلافك الفكري معهم يجعلك مع اعتقال عدد من قياداتهم وتحويلهم إلي المحاكم العسكرية؟

- أنا ضد الاعتقال العشوائي أو لمجرد الاشتباه، إذا كانت هناك جريمة وعليها دلائل، ففي هذه الحالة يجب أن يأخذ القانون مجراه، ولست مع القبض علي إنسان لمجرد أنه يعتنق فكرًا مضادًا لفكري، وأنا مع القضاء المدني مادام لا يوجد جزء في القضية يتعلق بالجانب العسكري.

.. هل تلقيت تهديدات واضحة من الإخوان بعد أفلامك المناهضة لهم؟

- من يهدد لا يعلن عن نفسه.

.. نشر مؤخراً تقرير أمني عن «عمارة يعقوبيان» يوصي بضرب الفيلم أخلاقياً.. فما مدي صحة ما نشر؟

- الوثيقة موجودة لدي الأستاذ وائل الإبراشي رئيس تحرير «صوت الأمة» ومكتوب فيها أن فيلم «عمارة يعقوبيان» مرفوض سياسياً ولكن يفضل ضربه أخلاقياً، وهو ما فسر الحملة الضارية ضد الفيلم، وكانت هذه الحملة مفيدة بالنسبة لي، لأنني عرفت من هم الصحفيون العاملون مع السلطة والأجهزة الأمنية.

.. هل تري أن النظام الأمني في مصر بدأ يطور من أسلوبه، فمثلاً بدلاً من اللجوء إلي اعتقال صحفيين يرسل مواليه لشراء هذه الصحف، أو بدلاً من اعتقال مؤلف فيلم يتم ضرب الفيلم أخلاقياً وتأليب الرأي العام علي صانعيه؟

- لا أستطيع أن أسمي ذلك تطويرًا، لأن أي تطوير يتعارض مع القانون يعتبر اعتداء علي الشرعية والمواطن، وقيدًا علي الحرية، أما أن تخوض الأجهزة الأمنية معاركها بهذه الطريقة فهي لا تختلف كثيرا عن «خناقات العميان».

.. قلت إننا نعيش زمن استعراض ديني، مسلمين ومسيحيين، فماذا كنت تقصد؟

- نعم، فالدين يجب أن يؤثر في حياة الناس بالإيجاب، لكننا أهملنا جوهر الدين ومبادئه سواء أكان الدين الإسلامي أو المسيحي، نسينا الصدق والأمانة والقول الحسن والنظافة، ظللنا نتحدث عن الحجاب واللحية ودخول الحمام بالقدم اليسري أم باليمني!! هذا بخلاف المزايدات التي يشهدها المجتمع ومظاهر التفاخر بعمل الخير من قبل رجال الأعمال والفنانين وغيرهم، حتي تفشي الكذب والنفاق والرياء والسرقات والرشاوي والنصب، قبل ظهور هذه الجماعات التي تدعو إلي التأسلم، كان الدين الإسلامي أقوي، والناس كانت حريصة علي جوهره،

أما الآن فقد تاجرنا بالدين، وبدأ المسلم يكفر المسلم، ومشايخ الفضائيات يسيئون للدين من أجل المال. ثم إن خطابات هذه الجماعة هي السبب في تنامي الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين التي نحاول إخفاءها بما يسمي مؤتمرات الوحدة الوطنية، ولكن الشارع في حقيقة الأمر ملتهب، وربما ينفجر في أي لحظة.

وفي الجانب المسيحي نفس الشيء، هناك من رجال الدين المسيحيين من هم أكثر تعصباً من مشايخ الفضائيات، ويكفي أن هناك فضائيات مسيحية تسب الإسلام.

.. البعض يقول إن عائلة الرئيس تتدخل في الحكم؟ وأن الوزراء مقسمون بينهم؟

- هذا الكلام مطروح علي المقاهي، والناس تردده في الشوارع، وبعض صحف المعارضة تطرحه من حين لآخر، وإن كان هذا كله أعتبره شيئاً عادياً، المشكلة الكبيرة فعلاً أنه لا أحد يكذب هذا الكلام أو ينفيه، وإن افترضنا جدلاً أن هناك جهات مغرضة تردد هذا القول، يفترض أن أخرج للناس وأصحح الأمر، ولكن ترك المسألة هكذا لا يعني إلا أحد أمرين، الأول أن هذه حقيقة، وهذا في حد ذاته كارثة، والثاني أنهم يرفضون الرد وهو ما يعد حالة من اللامبالاة و استخفاف بالناس وهي كارثه أكبر.

.. هل هناك أمل في التغيير؟ وهل حكومة الشباب من رجال الأعمال قدمت جديداً لمصر؟

- من يدخل هذه المؤسسة يصبح منها، ويدور في فلكها مهما كان سنه وثراؤه فهو يتطبع بها، وإن كان هناك دم جديد ووزراء من شباب رجال الأعمال يطرحون أفكاراً جديده فأين هي؟ وإن كان أحدهم يطرح أفكاره ولا يؤخذ بها فلماذا هو مستمر في الوزارة؟! فليرحل دون خصومة مع النظام، أعرف وزيراً حالياً في الحكومة كان يأخذ طائرته ليتناول العشاء في روما ثم يعود في نفس اليوم، فهو ليس بحاجة إلي مال الوزارة إنما إلي الوجاهة والسلطة.

.. وماذا عن غير الأثرياء، هل يبحثون عن السلطة فقط؟

- ليس هناك غير أثرياء في الوزارة، «الكل ربنا كرمهم وكلهم الحمد لله جامدين، فهناك وزير دخل الوزارة وهو لديه شركة غلبانة، وهو بيكتب إقرار الذمة المالية قبل توليه الوزارة كتب رقم فلكي لأنه عامل حسابه إنه عندما سيدخل سيخرج بالكثير وحتي لا يحاسبه أحد وقتها»، وقد أشرت لهذه الواقعة في أحد أفلامي.

.. ما تفسيرك لازدياد حالة المعاناة لدي الشعب رغم أن مؤشرات رئيس الوزراء تقول بازدياد معدلات التنمية؟

- لا أعرف هل المسؤولون يعرفون أن الناس لم تعد تصدق تصريحاتهم أم لا؟ وعلي رأسهم رئيس الوزراء الذي يخرج ليعلن عن تخفيض الأسعار فترتفع في اليوم التالي!! هنا تكمن خطورة الخبر الكاذب فهو يخلق حالة من السخط أكثر من الخبر العدائي، والمقالات المهاجمة لسياسات الحكومة لا تشحن الناس بقدر ما تشحنهم وعود الحكومة الكاذبة.

.. البعض يقول إن ٧٥ مليون نسمة تلتهم أي زيادة أو تنمية؟

- يوجد شعوب ليس لديها الإمكانيات والموارد المصرية، بل وتعدادهم أكثر منا، ومع ذلك حياتهم مستقرة ومن يقول مثل هذا القول يجب أن يرحل وأن يترك مكانه لآخر يستطيع تلبية احتياجات الناس.

.. فيلمك الأخير «عمارة يعقوبيان» ليس فيه أي بارقة أمل في الإصلاح؟

- لأن هناك حكومات بدلاً من أن تصلح تجدها تخرب، فمثلا الحكومة الحالية صانعة مشاكل عن قصد، بل تعجز بعد ذلك عن حلها، فقولي: لي من الذي صنع العشوائيات؟ الحكومة، لأنها لم تطبق القانون ولم تستعمل حقها في إدارة الوطن، وتركت الحبل علي الغارب فارتشي الموظفون وحدثت ظاهرة العشوائيات، فلا أحد يعطي ترخيصاً للخطأ في العالم كله،

أما في مصر فنحن نعطي ترخيصاً للخطأ، فمثلا الميكروباص أصبح يجري في الشارع بفوضوية وبلا رقابة، وكثرت الحوادث لمجرد أن الحكومة لم تستطع توفير وسائل نقل عام تصلح للاستخدام الآدمي وعمت الفوضي واختنق البلد من الزحام، ومازلنا نعاني من الميكروباص في نفس الوقت الذي سمحت فيه الحكومة بشيء قميء للغاية اسمه «التوك توك» وزادت الفوضي.

باختصار الحزب الوطني أضر بهذا البلد ضرراً بالغاً جداً لأنه أراد أن يزرع لنفسه شعبية، فتهاون في حق الوطن وسمح للأفراد بأخذ ما ليس من حقهم فانهار البلد. وأنا لست متفائلاً وجاء فيلمي تعبيراً عن هذه الحالة.

.. قلت إن الفقر لا يصنع هموم البشر لكنه غياب العدالة، فهل تعيش مصر حالة من غياب العدالة أم غياب القانون؟

- العدالة منقوصة ولا أقصد بها القضاء فقط، إنما العدالة في التعليم، في الحرية، وحقوق الإنسان. أما عن القانون فهو لا يطبق في مصر علي كل المستويات، وصناع القوانين كلهم «حيروحوا النار» لأنهم صنعوا القوانين وهم يعلمون أنه يسهل اختراقها والتحايل عليها، أوجدوا فيها الثغرات لصالح الفساد، والفساد أصبح منتشراً بداية من الساعي حتي الوزير.

.. الفساد موجود في العالم كله؟

- نعم ولكن الفساد في مصر فساد مميز.. فساد أخلاقي وديني وجنسي، الكل تاجر بالوطن والشرف والدين.

.. والحل؟

- مشكلة مصر الحقيقية هي أننا نعيش في جزر منعزلة، مثل أحجار البطاريات كل حجر موجود بمفرده وبعيد عن الآخر، لذا يجب أن تجمع هذه البطاريات لنتمكن من الحصول منها علي طاقة، وهذا هو الحل من وجهة نظري.

بعد ساعات من الحديث المتواصل فاجأته بسؤالي: كيف لك من خلف زجاج فندق ٥ نجوم الكتابة عن مآسي الناس؟ فقال: أحب الكتابة أمام النيل، ولكنني دائماً أتواجد وسط الناس علي مقاهي وسط البلد أعايش قصص الغلابة، فتسكنني همومهم، حتي أحررها علي الورق، قلت له: هل لك في لعبة أبطالها من الأسماء والأحداث المطروحة علي الساحة؟ فأجاب ببراءة، نعم ألعب، قلت له : بشرط السرعة والصراحة ونبهته أن الإجابة لن ترد، فضحك بعين الذئب قبل أن تأتي إجاباته مملؤه بالبساطة والذكاء والحيوية اختصر فيها وحيد حامد حال البلد.

.. مذكراتك؟

- تحتاج إلي التسلح بقدر كبير من الشجاعة، وأكثر ما أخشاه أن أتغافل عيوبي وأخطائي.

.. ما الخطأ الذي ندمت عليه؟

- أفشيت سر أحد أصدقائي وتسببت له في مشكلات كثيرة.

.. وما الذي دفعك لذلك؟

- سقطة.

.. وما هي السقطة الفنية في حياتك؟

- ٦ أفلام.

.. ما هي؟

- ربنا أمر بالستر.

.. مساحة التناقض في حياتك؟

- كبيرة.

.. للمرة المليون: هل كمال الفولي هو كمال الشاذلي؟

- كمال الفولي هو كمال الفولي، وأنا تحدثت عن شخصية فاسدة واللي علي راسه بطحة يحسس عليها.

.. من المقصود بالشخصية الشاذة في الفيلم؟

- الشخصية الحقيقية كان محامياً يسكن في ميدان التحرير.

.. هل كنت تتمني أن تكون الكاتب الحقيقي لـ«عمارة يعقوبيان»؟

- لا، علي الإطلاق.

.. فيلم العبَّارة؟

- فيلم كتبته بالدموع والحزن والمستندات.

.. التعديلات الدستورية الحالية؟

- بشكلها الحالي ستكون تعديلات عليلة لدستور عليل.

.. إضرابات العمال التي تجتاح مصر؟

- الإضراب السلمي للحصول علي الحقوق شيء مهم وضروري، وأتمني عمل إضرابات سلمية ومسيرات احتجاجية ضد الفساد.

.. وماذا عن مسيرة لإسقاط الحكومة؟

- ولم لا؟

.. حتي لو تصاعد الأمر إلي ما هو أكثر من ذلك؟

- كل المسائل مشروطة بأن تكون إضرابات سلمية، وتكون مصرية مائة بالمائة، وبإرادة شعبية، فعندما تزداد مساحة السخط عند الناس من حقهم التعبير عن رأيهم.

وبدون إضراب أتمني أن تجتمع الحكومة بإرادتها وتتخذ قراراً بترك مكانها وترحل في هدوء، أما عن فكرة إسقاط الرئيس فهو لا يستحق ذلك فاختلافنا معه يجب ألا يجعلنا نغفل ما قدمه من عطاء طيب للبلاد، وأنا أعتقد أنه ليس العيب في الرئيس إنما العيب فيمن هم حوله.

.. مهدي عاكف؟

- سيغرقنا، لكن قبل ذلك سيكون قد أغرق الإخوان، لذا أقترح أن يتولي رئاسة الحزب الوطني ليغرقه هو أيضاً ونرتاح منه.

.. نهي الزيني؟

- قاضية محترمة، لكن لا أعرف ما البطولة في أن تؤدي واجبها، فمن يكون البطل لو اعتبرنا في هذا الزمن أن من يقومون بواجبهم أبطال.

.. دكتور فتحي سرور؟

- محام ضليع نتمني أن يعود إلي مكتبه ليزاول قضاياه.

.. مجلس الشعب؟

- عاطل، يقع في شارع مجلس الشعب المتفرع من شارع قصر العيني.

.. كتلة الإخوان تحت القبة؟

- انتخبت نكاية في الحزب الوطني.

.. كمال الشاذلي؟

- رئيس المجالس القومية المتخصصة!!

.. الدكتور نظيف؟

- يدير مصر من القرية الذكية.

.. أنس الفقي؟

- منطلق.

.. الرقيب علي أبو شادي؟

- صديقي.

.. شيخ الأزهر؟

- ربنا يكرمه.

.. الأزهر الشريف؟

- هو سبب الحال المتردي الذي نحن فيه الآن، وللأسف لا هو استطاع أن يلعب سياسة ولا حتي ديناً.

.. الأحزاب؟

- تجربة فاشلة، وفي وجود الأسد ليس هناك مكان للثعالب الصغيرة التي تأكل الفضلات.

.. جملة تضع تحتها خطاً أحمر كلما قرأتها؟

- التكفير.

.. الإرهاب؟

- لم يعد إرهاباً مسلحاً فقط، إنما إرهاب فكري، والسبب فيه الآباء الذين ربوا أولادهم علي القمع.

.. الخصخصة؟

- أتمني ألا تصل إلي مياه نهر النيل.

.. ماذا لو عرض عليك منصب وزير الثقافة؟

- لا أصلح.

.. نعمان جمعة؟

- عمري، ما كنت مقتنعاً به.

.. أيمن نور؟

- في محنة إن اتفقنا أو اختلفنا معه.

.. هالة سرحان؟

- تدفع ثمن الحرية.

.. من يستحق محاكمته محاكمة علنية؟

- من يقول إنه لا يوجد بديل لمبارك سأسكب عليه بنزيناً وأحرقه في ميدان عام.

.. الحكومة؟

- أحيانا أشعر أنها تتعاطي شيئاً ما، إما حقن ماكس أو علي الأرجح «بتشم كُلَّة».

وهنا انتهت اللعبة فانتهي الكلام.


أسئلة دون إجابة
في مصر بالذات لا أعرف بالضبط من يضع السياسة لأنه في مؤسسة الحكم ليس هناك شيء واضح، الشخص الوحيد الظاهر أمامنا هو الرئيس حسني مبارك، ولكن هل الرئيس يتحمل مسؤولية كل ما يحدث في البلد؟ لا أعرف، هل هناك مستشارون له؟

هل هم ثابتون أم لا؟ وإلي أي مدي يتدخلون في الحكم؟ هل فعلا لجنة السياسات تشارك في وضع الدستور؟ وهل ما تقره لجنة السياسات يصبح قرارًا جمهورياً؟ ويعني «إيه» أصلاً لجنة السياسات؟
كلها أسئلة ليست عندي إجابة عنها مثلي مثل باقي المواطنين.
توقيع وحيد حامد
------------------------------
نشر في المصري اليوم بتاريخ 25/2/2007
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=49162

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون