جمال مختار

رئيس الأكاديمية العربية للنقل البحري يتحدث عن قضية غرق عبارة «السلام ٩٨» لأول مرة:
الربان وقع في ٧ أخطاء كل واحد كفيل بإغراق المركب
-----------------------------------
حوار رانيا بدوي ١٠/ ٥/ ٢٠٠٨
----------------------------------


أعلن الدكتور جمال مختار، رئيس الأكاديمية العربية للنقل البحري، أحد أهم شيوخ وقباطنة البحر في مصر، الأسبوع الماضي، في تصريح لـ«المصري اليوم» أن الأكاديمية تقدم منحة تعليمية مجانية لأقارب شهداء عبارة «السلام ٩٨» من الدرجة الأولي، وهو الخبر الذي يعد وقفة إنسانية بكل المقاييس.. ولكنه أيضا خبر أثار التساؤلات.. فلماذا الآن؟!

وأين كان الدكتور جمال طوال العامين الماضيين؟! لماذا لم تتم الاستعانة به، وهو الخبير الأول في هذا المجال للتعقيب أو تحليل ما حدث؟ أسئلة كثيرة ملأت رأسي بعد هذا الخبر، لذا طلبت منه المقابلة، وفور وصولي إلي مكتبه بالأكاديمية البحرية بمدينة الإسكندرية فوجئت بأنه أحضر اللواء حسين الهرميل، رئيس هيئة السلامة البحرية،

أحد المتهمين بالتهاون في سلامة السفينة، واللواء سيد شعيشع، الرجل الذي أشرف علي استخراج الصندوق الأسود من المياه.. اعتقدت في البداية أنهم كانوا هناك بالمصادفة ولكن بعد إصرار الدكتور جمال علي تواجدهما معنا في الحوار، أدركت أنه يريد أن يقول شيئا ما..

إنها المرة الأولي التي يدلي فيها رجل بقيمة جمال مختار بتفسيره وتحليله لما حدث وقت غرق العبارة، اتفقنا معه أو اختلفنا، فهو رأيه الذي قررت بالمقابل أن أضع ما قاله بين يدي رجل آخر، له وجهة نظر أخري، ومعه أدلة مختلفة حتي نضع بين يدي قارئ «المصري اليوم»

وجهتي النظر.. اليوم حوار مع جمال مختار، وغدا يرد عليه حمدي الطحان، رئيس لجنة النقل والموصلات بمجلس الشعب، ومفاجأة جديدة في ملف العبارة.

* دكتور جمال، لماذا الإعلان عن المنحة التعليمية لأقارب شهداء العبارة الآن؟

- لأن هذا أقل ما يمكن أن أقدمه لشهداء العبارة، كنوع من التضامن الاجتماعي والإنساني معهم.

* أين كنت منذ عامين.. أين كنت وقت الحادثة؟

- أنا أمين مساعد في جامعة الدول العربية، ومنصبي دبلوماسي بالدرجة الأولي، ولايحق لي الظهور إعلاميا.

* ماذا اختلف في الوضع الآن.. ولماذا لم تبق علي صمتك؟

- لم أعد أحتمل رؤية الظلم وأظل صامتا، فقد اكتشفت من متابعتي الحادثة، وما تبعها، أن هناك ظلماً شديداً وقع علي أطراف عديدة، ومن واقع خبرتي أستطيع القول بأن أغلب ما نشر وما قيل عن هذه الحادثة غير صحيح بالمرة، وفيه افتراء شديد.

* افتراء علي ممدوح إسماعيل؟

- ممدوح وغيره.

* إذن أنت تحاول تبرئته؟

- لا علي الإطلاق، ممدوح مخطئ، ولديه أخطاء كثيرة، ولكن ليس من بينها تعمد قتل الأرواح، ولكن الظلم الأكبر وقع علي هذا الرجل «وأشار بيده نحو حسين الهرميل رئيس هيئة السلامة البحرية».

* ما نوع العلاقة بينك وبين الهرميل، ولماذا كل هذا الحماس له؟

- حسين تلميذي وصديقي، ومن أشرف الناس في هذا المجال، وكنت مطلعاً علي كل خطواته أولاً بأول، وأثق في نزاهته.

* إذن أنت حرصت علي حضوره لتبرئته أمام الرأي العام؟

- أنا أريد أن أكشف الحقيقة.. ليس فقط لأنه تلميذي إنما لأنها الحقيقة، فبعد دراستي القضية بكل تفاصيلها، ومن واقع خبرتي التي يعرفها الجميع منذ أن كنت قبطاناً في عهد الملك فاروق وحصلت علي شهادات وجوائز عالمية أقول إن السفينة «السلام ٩٨» سليمة فنيا تماما، والخطأ لم يكن فيها علي الإطلاق.

* سليمة ١٠٠%؟

في البحر لا يوجد ما يسمي سليمة ١٠٠%، فهناك بعض المشكلات، ولكن حتي لا تفهمي الأمر خطأ، أنا أقصد أن كل ما يتعلق بأرواح الناس وسلامتهم كان سليماً تماما.

* إذا كانت السفينة سليمة كما تقول، فما أخطاء ممدوح إسماعيل التي تتحدث عنها؟

- كلها أخطاء إدارية تخص شركته، وليست لها علاقة بحالة المركب الفنية.. ولعلمك ممدوح إمبراطور كبير، وهو ليس بالرجل السهل.

* ماذا تعني بأخطاء إدارية؟

- اسمعي أولا حالة السفينة الفنية من قبل حسين الهرميل، ثم سأقول لك ما الأخطاء الإدارية.

* فليكن..

- وبدأ الهرميل قائلا: سأشرح لك الأمر من بدايته.

* لا، دعني أولا أسألك: هل تعتقد أن الهيئة قامت بدورها في التفتيش علي السفينة السلام ٩٨؟

- نعم بأكثر ما هو مطلوب منا.

* متي كان آخر تفتيش علي السفينة؟

- هناك نوعان من التفتيش: أحدهما تفصيلي والآخر يسمي «تفتيش مستمر»، وكان آخر تفتيش تفصيلي علي المركب بتاريخ ١٥- ١٢-٢٠٠٥، أي قبل الحادثة بـ٤٥ يوماً هذا بخلاف التفتيش المستمر، والتفتيش الذي يتبع المكتب الجغرافي الذي يعطي للسفينة تصريح المغادرة.

* ماذا كانت حالة السفينة في التفتيش الأخير؟

- كتب في التقرير عدد من المخالفات، أولاها أن هناك ٦٣ رماثاً لا تصلح، وعدد أحزمة النجاة غير كاف، كما أننا وجدنا الصندوق الأسود معطلاً.

* والنتيجة؟

- تم إلزام المالك بالاصلاحات، فأصلح الصندوق الأسود بـ ١٥ ألف جنيه إسترليني، واشتري ٢٠٠ رماث جديدة، قيمة الرماث الواحد ٥ آلاف دولار، واشتري ٨ آلاف حزام نجاة قيمة الواحد ١٠٠ دولار، وتم التأكد من تنفيذ تلافي المخالفات التي جاءت في التقرير.. فقاطعه الدكتور جمال قائلا: حسين هذا الذي قالوا عنه إنه يعمل لدي ممدوح إسماعيل غرّمه حوالي ٥ ملايين دولار لإصلاح وشراء الرماثات..

وأكمل الهرميل قائلا: طبقا للمعاهدات العالمية تعد منطقة البحر الأحمر منطقة خاصة لذا فمعدات السلامة علي السفينة يجب أن تكون بنسبة ١١٠% ولكن «السلام ٩٨» أبحرت ومعدات السلامة عليها ١٢٥% أي بأكثر مما هو مطلوب، ورغم كل معدات السلامة الموجودة عليها فإنه لم يتم استخدام الأحزمة، ولم ينزل قارب نجاة واحد وهذه مسألة أخري.

* ما دليلك علي أنك قمت بمهمتك من اللحظة الأولي؟

- منذ أن توليت منصبي داخل الهيئة وأنا أصور جميع عمليات التفتيش الخاصة بجميع المراكب وبالطبع لدي تصوير كامل لعملية التفتيش التي أجريت علي «السلام ٩٨» قبل خروجها من الميناء والتي تثبت ما أقول.

هنا دخل دكتور جمال في الحديث قائلا: زوجة ممدوح اسماعيل سافرت علي نفس المركب الي أوروبا قبل الحادثة مباشرة وهو مثبت بالأوراق الرسمية متسائلا لو أن المالك يعرف أن سفينته بها عيوب كان سيسمح لزوجته بالسفر عليها؟

* ربما يكون الغرق ليس بسبب حالة السفينة كما تقولون ولكن ماردك علي أن أحد أسباب الغرق هو السماح بتحميل أعداد زائدة علي السفينة؟

- أجاب الهرميل قائلا: المعاهدات الدولية التي توقع عليها دولة العلم تصرح للسفينة في الرحلات القصيرة بحمل عدد ٢٧٩٠ فردا بمعدات سلامة ١١٠% وهو محدد في القانون ٢٣٢ لسلامة الركاب والمنشق عنه مذكرة تفصيلية رقم ١٤٣ الفقرة الثانية، في حين ان هذه السفينة كان عليها وقت الغرق ١٤١٧ راكبا فقط بمعدات سلامة ١٢٥%

أي لدينا معدات سلامة تكفي ٢٠٠% ورئيس مكتب تفتيش السويس وقع علي شهادة الركاب بأنها سليمة والأوامر واضحة له بضرورة التفتيش علي الشهادات مستندياً. وعمليا مع تشغيل جميع الأجهزة ومراجعة أعداد الركاب، واذا وجد أي مخالفة لا يوقع علي الشهادات ويحق له احتجاز المركب.

* ألم يتم استخدام أي من وسائل السلامة وقت الغرق؟

- لا علي الإطلاق لم ينزل ولا مركب واحد ولا رماث، وبالمناسة المركب كان عليه ثلاث لانشات يتسع الواحد فيها لـ٩٨٠ فرد ينزلون في وقت واحد وليس بالتوالي في مدة لا تزيد علي ٢٠ دقيقة. لكن لم ينزل الي المياه أي من معدات السلامة.

* أنت متهم أيضا باستثناء جهاز الإطفاء الخاص بالماكينات وأنك أعفيت السفينة من هذا الجهاز؟

- السفينة بها جهاز أساسي والعالم كله يقول بثلاثة أنواع من الأجهزة هذا الجهاز ليس منها، هذا من ناحية، وأنا لم أستثنه من موسم الحج كما قيل، بل أنا قللت مدة استثنائه لأن المنظمة في باب الحريق بند ٤، ٢ تقول بأن السفن المبحرة في المناطق الخاصة مثل حاملي الحجاج من الممكن للادارة والمقصود بها دولة العلم ألا يكون بها هذا الجهاز، ومع ذلك أنا أمرت بأن يستثني حتي بداية موسم الحج فقط.

* هل تم استدعاؤك من قبل النيابة العامة؟

- أنا الوحيد الذي لم يتم استدعاؤه بشكل رسمي ولم يتم استجوابي من قبل النائب العام، لأنهم غالبا تأكدوا من سلامة السفينة فنيا، إنما أنا متهم من قبل النيابة الادارية.

* ما مشكلتك مادام لديك مستندات إثبات براءتك؟

- المشكلة أنه ليس من بينهم من هو متخصص ليفهم ما أقول ثم إنهم لم يشكلوا لجنة متخصصة لدراسة الأمر حتي الآن كما فعلت النيابة العامة..

- هنا يدخل الدكتور جمال مختار للمرة الثانية في الحديث بعصبية شديدة مؤكدا وجود أخطاء فادحة أثناء التحقيقات عموما تفيد بعدم الفهم لعدم التخصص، فمثلا لجنة تقصي الحقائق برئاسة حمدي الطحان

قالوا في تقريرهم بوجود ٣٠ «بالوعة» وهي الفتحات المسؤولة عن تصريف المياه وهذا خطأ لأنه لا يوجد في السفينة سوي١٦ فقط ٨ علي اليمين و٨ علي اليسار وهذا هو العدد القانوني وهذا دليل علي أن اللجنهة غير متخصصة ويكتبون عن دون فهم..

أيضا عندما توجه النيابة الادارية للهرميل اتهاماً بأنه لم يغلق الشركة عندما وجد لديها مخالفات وهي لا تعرف أنه لا يحق للهرميل ذلك، لأن الشركة موجودة بحكم قانون الاستثمار وكل ما يملكه الهرميل ألا يعطيها تصريحاً للعمل.

* وهنا أكملت الحوار مع دكتور جمال مختار: إذا كان ما يقوله صحيحاً وأن السفينة حالتها جيدة وحمولتها قانونية من أخطأ إذن؟ ومن يتحمل مسؤولية أكثر من ألف وثلاثين شهيداً؟

- وبلا تردد أجابني الدكتور جمال حاسما الأمرـ من وجهة نظره ـ القبطان هو المسؤول الأول وهو من أودي بحياة هؤلاء.

* عن عمد؟

- لا.. هو قاتل ولكنه قاتل خطأ.

* كيف؟

- القبطان أخطأ ٧ أخطاء كل واحد منها كفيل بإغراق السفينة وهو للعلم كان قبطان شديد الغرور والاحساس بالذات.

* بخبرتك ومادمت كنت تعرفه.. ما قدراته الفنية؟

- يعد من أمهر القباطنة ليس فقط في الشركة ولكن علي الخط الملاحي كله.

* إذن، ليس من المنطقي أن يأتي بكل هذه الأخطاء التي تقول عنها إنها الي حد كبير بديهية؟

- الغرور والثقة الشديدة بالنفس يأتيان بأكثر من ذلك.

* ما الأخطاء؟

- عندما اندلع الحريق في جراج السفينة نتيجة الاهمال وتدخين السجائر،وعمل الشاي علي «أنبوب الغاز الصغير» كان يجب ان يعود القبطان الي الميناء فورا، أو كان عليه إطفاؤها بحكمة وتعيين مراقب للحريق حتي يتأكد من عدم اندلاعه مرة ثانية لأن الحريق اندلع علي مرتين وزاد من سوء الوضع وجود براميل زيت علي المركب.

* عفوا للمقاطعة.. ومن مسؤول عن تحميل براميل زيت علي سفينة ركاب؟

- القبطان هو الذي بيده كل شيء.. والخطأ علي ميناء ضبا الذي سمح له بالخروج بهذه الشحنة.

* لصالح من كان يحملها؟

- لا أعرف ربما لأحد الركاب.

* أم لصالح المالك؟

- لا أعتقد

* نعود إلي الأخطاء؟

- عندما بُلّغ القبطان بالحريق، أمر بإطفائه، وفُتحت المياه بلا حكمة ولا منطق فكانت النتيجة ارتفاع منسوب المياه داخل السفينة وزاد الأمر أن البلاوعات الخاصة بتصريف المياه انسدت نتيجة دفع المياه علي الحقائب والأمتعة وما بها من أقمشة وأكياس بلاستيك التي فيها أغراض الركاب، ونتج عن ذلك ما يسمي بـ«السطح الحر» أي حمولة متحركة يميناً ويساراً مع المركب وهو ما يكفي بمفرده لإغراق المركب لأنها تخل باتزانه..

وقد اعترف القبطان نفسه في الصندوق الأسود بأن هذه الكمية من المياه ستغرق السفينة، الخطأ الثالث هو خروج السفينة من ميناء ضبا وبها ميل حوالي ٢٠درجة رغم علمه بذلك، وهي نسبة كبيرة أخلت بالتوازن نتيجة الشحن الخاطئ..

الخطأ الرابع أنه أمر بعمل مناورات بحريه ظناً منه أنها - ومع ما فيها من مخاطرة - ربما تنقذ السفينة، حيث أمر بأن تدور السفينه بالكامل ناحية اليمين رغم الميل، وهو ما زاد من نسبة الميل.. والخطأ الخامس يتلخص في إعطائه أمراً للجميع بالنزول لاطفاء الحريق فكانت النتيجة عدم وجود أفراد للطاقم تساعد الركاب علي النجاة أو إنزال قوارب النجاة والرماثات أو ارتداء الأحزمة.

والغريب أن القبطان - رغم كل ما حدث - لم يرسل إشارة استغاثة واحدة، وهو الخطأ السادس..

* ماذا عن الإشارات التي استقبلتها بريطانيا والجزائر؟

- لا هذه مسألة أخري، فهذا جهاز يرسل اشارات استغاثة بمجرد ملامسته المياه بعد الغرق، ولكنني أتحدث عن رسائل الاستغاثة قبل الغرق، يفترض في هذه الحالات أن يرسل القبطان رسالة بصوته ثلاث مرات واضحة "ماي داي "، كما أنه يوجد زر أمامه بمجرد الضغط عليه يرسل اشارة واضحة تذهب لدولة العلم والشركة والمالك.

* ببساطة من الممكن التشكيك في هذ الكلام واتهامك بإلقاء المسؤولية بالكامل علي القبطان لأنه توفي ولا يمكنه الدفاع عن نفسه؟

- الأدلة واضحة ونحن لدينا المستندات الخاصة بالتفتيش علي «السلام ٩٨» قبل إقلاعها، ولدينا تفريغات الصندوق الأسود وهو الحاسم في النهاية.. فهو تصرف تصرفات مسجلة في الصندوق الأسود تدل علي غباء شديد،

والغريب أنه قال لهم أطفئوا الأنوار حتي لا يرانا الآخرون وهو الخطأ السابع، وموقف آخر عندما قالوا له السفينة تغرق يا قبطان، فقال لهم أعطوني حزاماً فهل هناك قبطان كل ما يهمه هو حزام النجاة!

* ولكنه توفي وهذا أكبر دليل علي أنه لم يسع لإنقاذ نفسه؟

- ربما لم يسعفه الحظ والقدر.

* وما رأيك فيما قيل عن أن ممدوح إسماعيل أمرهم بإغراق المركب عن عمد؟

- غير صحيح، وفيه مبالغة شديدة، نحن نعرف كيف يتم اغراق السفن عن عمد للحصول علي التأمين وكل المؤشرات والدلائل تؤكد حدوث تصرفات خاطئة وليس إغراق وقتلاً عمداً.

والدليل الأكبر علي سلامة السفينة هو شركة التأمين التي لا تقبل التأمين علي سفينة الا إذا كانت خالية من العيوب، وتتأكد من سلامتها، كما أن الشركة حصلت علي نسخة من تفريغات الصندوق الأسود ولو كانت أحست بشبهة تعمد الإغراق لما كانت صرفت التعويضات للضحايا.. لكن أحداً لدينا لا يفكر.

* ما الأخطاء الإدارية الخاصة بشركة ممدوح إسماعيل التي تحدثت عنها في البداية؟

- مسؤولية ممدوح إسماعيل لا تتعدي كونها مسؤولية إدارية، فهو مسؤول عمن يعملون معه في الشركة وجاءوا بهذه الأخطاء، ولا يجب أن تتحول الي جريمة جنائية كما تم، فهو أخطأ ولكنه لم يقتل.. المسؤولية الأساسية تقع علي الربان وضابط أول وكبير المهندسين، كل واحد بحجم خطئه.

* أسئلتي الأخيرة كانت من نصيب اللواء سيد شعيشع الذي يعمل حالياً في هيئة السلامة وهو الذي أشرف علي استخراج الصندوق الأسود من المياه، وسافر مع اللجنة المختصة لفك شفرته في لندن، وسألته: ماذا وجدت في الصندوق الأسود؟

- أولا أنا وجدت الصندوق علي بعد ٢ ميل من المكان الذي وقعت فيه الحادثة وهو ما يعني أن المركب غرق وهو يسير وهو دليل علي أن المركب كان يعمل..

كما كانت هناك صعوبة شديدة في إخراج الصندوق بل كانت هناك استحالة فهو كان علي بعد ٩٠٠ متر، ولو أن اللواء حسين الهرميل لم يصر علي استخراجه ما كان إستخرج،

وبعد استخراجه بواسطة روبوت اتصلت باللواء حسين فقال لي أحضره في «أيس بوكس» ثم أمرني بالسفر به الي لندن فورا لفك شفرته وطلب من مدير أمن موانئ البحر الأحمر عدم مرور الصندوق من داخل بوابة الكشف لأن تعرضه لأشعة أكس كفيل بحرق محتوياته،

وصل الصندوق بالسلامة وتم فك شفرته وأحضرنا الشرائط وتفريغاتها.

* هل يمكن للصندوق الأسود التقاط أي اتصال بالقبطان بالخارج؟

- بالتأكيد.

* ألم يظهر أن القبطان تلقي أي اتصال من المالك بشأن كيفية التصرف أو ما إذا كان أمره بإغراق السفينة أم لا؟

- لا، لم أجد في الصندوق أي اتصال من الخارج ولم يسجل أي مكالمات.

* هل قراءة الصندوق الأسود تؤكد ما قاله الدكتور جمال مختار؟

- نعم، تماماً.

وفي النهاية فجر الدكتور جمال مختار مفاجأة جديدة وهي أن القبطان الذي سلم السفينه للقبطان سيد عمر يدعي صلاح راشد وهو قريب من الدرجة الأولي لحمدي الطحان رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشعب وهو يعد شاهداً حياً علي حالة السفينة لأنه سلمها للقبطان المتوفي قبل الحادث..فأين هو؟ ولماذا لم يتم الحصول علي شهادته؟..سؤال يستحق الإجابة.


----------------
نشر في المصري اليوم بتاريخ 10/5/2008
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=104568

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون